عداء الضباط مع الاستعمار
عداء الضباط مع الاستعمار
تميَّز نظام الضباط بطابعٍ بطولي في العداء للاستعمار، وذلك بعد اتفاقية الجلاء على الرغم من أنها لم تكن جذرية، بالإضافة إلى اتجاههم لتبني سياسة الحياد بين المعسكرين الأمريكي والسوفييتي ورفضهم الانضمام إلى معاهدة دفاع مشترك مع الغرب.
فى عام 1955 تم إعلان تحالف العراق وتركيا كأساس لمشروع حلف بغداد بهدف التصدِّي للمدِّ الشيوعي، ورأى صلاح سالم (من الضباط الأحرار) أن هذا الحلف يهدِّد كيان الجامعة العربية وأمن المنطقة ككل، وعقد اتفاقًا مع سوريا بعدم الانضمام إلى ذلك الحلف وتقوية العلاقات العربية الخالصة بتأييد السعودية واليمن، كما شارك عبد الناصر في مؤتمر باندونج الذي دشَّن حركة عدم الانحياز، وأرجع الكاتب سبب القرارات الدولية الجريئة للضباط وعبد الناصر إلى الحرب الباردة وضعف القوى الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى الدعم السياسي الدولي بعد العدوان الثلاثي عام 1956م.
أما سبب الصدام الأكبر بين عبد الناصر والقوى الاستعمارية فكان متمثلًا في إسرائيل بسبب الدعم الغربي لها، لذا واجه عبد الناصر مشكلة في إمداد الغرب بلاده بالسلاح، ليحصل في عام 1952م على أسلحة سوفييتية جاءت عن طريق تشيكوسلوفاكيا، واعتبره انتصارًا قويًّا أصبحت به مصر مستقلة فعليًّا عن التَّحكُّم الغربي، واستغلَّت صُحُف النِّظام ذلك في الترويج لقيادة عبد الناصر الرشيدة، وأن مصر بفضلِه أصبحت دولة عظمى، واستمر الوضع الجريء والحماسي بتأميم قناة السويس ومواجهة العدوان الثلاثي.
إذًا كانت الدولة في نظر الضباط وعبد الناصر آنذاك تنطلق من أفكار الشرف والكرامة ولو كانت اندفاعية، وليس السياسة والدبلوماسية، كل ذلك خلق ما سُمِّي بشرعية النظام الوطنية، واعتبار الساحة السياسية الخارجية ساحةً لإثبات الكرامة، لا للحصول على أكثر مكاسب تتمتَّع بها الدولة وسكانها، وبالفعل تم ترسيخ ذلك الأساس بعد الانتصار السياسي عام 1956 على العدوان الثلاثي.
الفكرة من كتاب الزحف المقدس
في أعقاب نكسة 5 يونيو 1967م وخسارة سيناء، سادت الصدمة المُفاجئة بين الجماهير المصرية التي غُيّبت بأكاذيب إعلامِ نظامِه، وكما كان مُتوقعًا لشعبٍ سيتعامل مع نظامِه الفاشل بعد الهزيمة، نراه يُفاجئ العالم بخروجه طالبًا عدم تنحي رأس ذلك النظام جمال عبد الناصر، يُحلِّل هذا الكتاب الذي بين أيدينا الوضع آنذاك، ليذكر الأمر من بداية وصول الضباط الأحرار إلى السلطة، باحثًا عن كل ما كان سببًا في مظاهرات يومي 9 و10 يونيو المُطالِبة بعدم تنحِّي رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر.
مؤلف كتاب الزحف المقدس
شريف يونس: كاتب سياسي مصري، وعضو مؤسس بهيئة تحرير البوصلة، تركَّزت أعماله على التاريخ والفكر السياسي والأيديولوجيا، وحصل كتابه “البحث عن الخلاص” على جائزة الأدب السياسي بمعرض الكتاب عام 2015م.
من أهم أعماله: سيد قطب والأصولية الإسلامية، نداء الشعب: تاريخ نقدي للأيديولوجيا الناصرية، والبحث عن الخلاص: أزمة الدولة والإسلام والحداثة في مصر، وسؤال الهوية: الهوية وسلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة.