عبد الله بن سبأ اليهودي ومذهب التثليب
عبد الله بن سبأ اليهودي ومذهب التثليب
إن أسوأ ما قام به عبد الله بن سبأ اليهودي هو التثليب ضد الصحابة (رضوان الله عليهم)، والتشكيك في نزاهتهم وصحة أقوالهم وأفعالهم وطعن في مواقفهم ونياتهم.
حيث أسلم عبد الله بن سبأ اليهودي في زمن عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وكان من الغلاة في حب علي وآل بيته، وكان يظهر ما لا يضمر، فقد كان سببًا من أسباب انقلاب القوم على عثمان بن عفان (رضي الله عنه) حيث بذل جهده للتحريض ضده في الخفاء، وكان ممن يدعون لتقديس علي وآل البيت وأنهم أحق بالولاية من غيرهم من الصحابة، وأن الخلافة يجب ألا تخرج من آل البيت، ولكنه كان دنيء المسلك في هذا، فقد كان كاذبًا مندسًّا محرِّضًا وورث معظم أتباعه من بعده هذه الصفات التي تحوَّلت فيما بعد إلى مذهب ودين قائم بذاته، يقتات على عثرات الصحابة والطعن في زوجات النبي ولعن أهل بيته.
ومذهب التثليب هذا كان ولا يزال يقوم على عدة خصال خسيسة منها: جواز الكذب للمصلحة فيما يسمى عندهم “التقية”، فتجدهم يؤلفون القصص الخرافية فقط لإثبات وقائع لم تحدث، طعنًا في السيدة عائشة أو أبوبكر وعثمان وعمر.
أيضًا تجدهم يشتغلون على استغلال العاطفة تجاه ما وقع للحسين بن علي (رضوان الله عليهما)، للإطاحة بالدين ككل والطعن في كتبة الوحي الذين كان معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) واحدًا منهم،
إلى غير ذلك من المظلوميات المبالغ فيها حيال ظلم الصحابة لآل البيت، والترويج لصورة مشوَّهة عن شكل العلاقة بين الصحابة وآل البيت؛ فكل لطميَّات البكاء على مظلوميات آل البيت حتى اليوم لا تعدو كونها أداةً من أدوات هؤلاء القوم للكذب والافتراء على أصحاب رسول الله وكتبة وحيه.
الفكرة من كتاب حقبة من التاريخ
حظيت فترة الصحابة (رضوان الله عليهم) لا سيما بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحظ وافر من الأحداث المزلزلة والمنعطفات السياسية والصراعات المسلحة والمواجهات التي غيرت مجرى التاريخ الإسلامي من بعدها، ونتج عن هذه الفتن والملاحم تغيرات جذرية ظهر على أثرها حركات ومذاهب وجماعات ونحل وطوائف كان بعضها بمثابة دين نقيض وموازٍ يحاول الفتك بجسد هذه الأمة من داخلها، ومن بين أهم هذه الصراعات هو الصراع السني الشيعي الذي بدأ من “عبد الله بن سبأ اليهودي” إلى صورته المذهبية الأخيرة التي انتهى إليها ونعرفها اليوم باسم “الشيعة”، ولتكون على مقربة من تلك الأحداث ستجد في هذا الكتاب سردية تاريخية موضوعية لما حدث من فتن في ذاك الزمن وما نتج عنها، حاول المؤلف جاهدًا توضيح حيثياتها لرفع اللبس الحاصل في شأن ملابسات تلك الفترة، ولدرء التهم عن شخوص مجموعة كبيرة الصحابة (رضوان الله عليهم).
مؤلف كتاب حقبة من التاريخ
عثمان بن محمد الخميس الناصري التميمي: كويتي الجنسية، حاصل على شهادة الماجستير في الحديث النبوي، كما حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تلقَّى التعليم الشرعي على يد الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله)، وشغل منصب موجِّه أول في وزارة الأوقاف، كما كان رئيس مدرسة ورثة الأنبياء، وخطيبًا وإمام مسجد ومحاضرًا جامعيًّا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، ومن بين مؤلفاته: “من هو المهدي المنتظر”، و”شبهات وردود”، و”من القلب إلى القلب”، و”منهج الحق في العقيدة والأخلاق”.