عبد الرحمن الكواكبي.. الثائر الحق
عبد الرحمن الكواكبي.. الثائر الحق
في أسرة ذات نسب وأدب، شبَّ الكواكبي على حب الخير والصدع بالحق والحكمة في القول، وبغض الظلم، ذاع صيته بكتاب “طبائع الاستبداد” وكتاب “أم القرى”؛ ففي الأول يَسِمُ الحكومات الغاشمة وفي الثاني ينبه الشعوب الغافلة، والكواكبي مجدد زمانه في التنظير للموضوعات التي تمسُّ نظام الحكم وتفقيه الشعوب بواجباتهم وحقوقهم والمطالبة بها وردع جور الحكام، وكانت بلاد الشرق قد أغلقت هذا الباب من بعد ابن خلدون فأعاد الكواكبي فتحه؛ وصار رائد الشرق فيه.
استفاد الكواكبي من الكتابات الغربية مثل كتاب “أصول النواميس والشرائع” لمونتسكيو، واقتبس في كتابه من أقوال فاليري الذي تشبع بآراء ڤولتير وروسو في حبِّ الحرية وكره الاستبداد، وصاغ ما استقاه بما يلائم الثقافة الشرقية الإسلامية، وقد جاء في “طبائع الاستبداد” تعريف الاستبداد وهو صفة للحاكم الذي يطلق العنان لحكمه بلا خشية من حساب ولا وازع من قانون أو إرادة أمة، والمستبد عدو للحرية وقاتل لها.. ويتعامل مع الرعية على أنهم خُدَّامه، ويستغل المستبد الدين بما له من نفوذ وتأثير في النفوس لتبرير قهره وتمنية شعبه، لكن الإسلام الصحيح يعتمد مشورة أهل الحل والعقد، ويأبى الإذعان بدعوى التسليم بالقضاء والقدر، بل هذا عين الجبرية، والحكومات الجائرة تقتل في شعوبها الكرامة وتُصوِّر لهم البطولات الزائفة وتجعل من الاستبداد هرمًا؛ فكلٌّ يخضع لمن فوقه وكلٌّ يُذِل من تحته.
في كتاب “أم القرى” حوار بين أشخاص من غالبية الأقطار الإسلامية وكل واحد يدلي برأيه في أسباب تخلُّف الأمة بما هو رائج في بلده ثم يقوم سكرتير الاجتماع (وهو الكواكبي) بجمع هذه الأسباب كلها وتصنيفها إلى سياسية ودينية وخُلقية بجانب قائمة من الحلول المقترحة، وبقي الكواكبي مصلحًا ثائرًا، حتى وافته المنية فجأة في ربيع الأول من عام ١٣٢٠ الهجري.
الفكرة من كتاب من زعماء الإصلاح
هذا عرض سريع لحياة أربعة من الرجال المجددين، كان لجهودهم صدًى واسع وأثر عميق في نقل مجتمعهم نقلات جذرية، فمن تصفية العقيدة ودحض البدعة بفضل محمد بن عبد الوهاب، إلى نهضة تعليمية كبيرة على يد علي مبارك، إلى خطيب الثورة العرابية ومجدد الأدب عبد الله النديم، ثم تنبيه من الكواكبي عن طبائع المستبدين وأحوال البلاد والعباد.
مؤلف كتاب من زعماء الإصلاح
أحمد أمين: وُلد في حي المنشية بالقاهرة عام ١٨٨٦، وتُوفي عام ١٩٠٤، وتدرَّج في التعليم من الكتَّاب إلى الأزهر إلى مدرسة القضاء الشرعي، وعُيِّن لنبوغه مدرسًا بها في سن مبكرة ثم عمل قاضيًا في عدة محاكم شرعية، ثم اختاره طه حسين للتدريس في كلية الآداب وحصل منها على شهادة دكتوراه فخرية، وكان ميَّالًا إلى الإضافة والتجديد ويرفض الجمود والتصلب.
من مؤلفاته:
– سلسلة موسوعة التاريخ الإسلامي.
– سلسلة فيض الخاطر.