عالم المال (المنطقة الشائكة)
عالم المال (المنطقة الشائكة)
عالم المال والمجهول وجهان لعملة واحدة، حيث أضحت صناعة التنبؤات بالمخاطر تدرُّ الربح الكثير، فتقلُّبات الدورات الاقتصادية من رواج إلى كساد والعكس أظهرت تعاظم مبدأ عدم التأكد في المستقبل، بالإضافة إلى ما هو معلوم من أن رأس المال جبان يهرع هاربًا مع أول صيحة لنذير أزمة، لذا يعد المجهول هو بعبع الرأسماليين الأول والتنبؤ بالمخاطر هو الملاذ الآمن لهم لتوفيق أوضاعهم واتخاذ ما يلزم من إجراءات التحوط، ونتيجة لذلك نشأت مهنة التنبؤ بالمجهول وتم إنشاء العديد من شركات التحوط وبيوت الخبرة والاستشارات المالية، وكان أبرز عملائها من أصحاب الملاءة المالية العالية من أمثال الشركات الكبرى وصناديق الاستثمار وشركات التمويل والتأمين الكبرى وصناديق إدارة الأوراق المالية، وغيرها.
ونظرًا إلى العمولات والأرباح المجزية لتلك الشركات نشأ احتيال من نوع جديد، فكلما كانت التنبؤات أقرب إلى رغبة الشركات الكبرى زادت العمولات والأرباح لشركات الاستشارات المالية وبيوت الخبرة، بل ذهب الأمر إلى الأبعد إذ استغلت الشركات الذائعة الصيت في مجالات تقييم الأخطار والقيم العادلة للأصول، بل وحتى التصنيف الائتماني إلى الاستفادة من وضعها وثقلها السوقي في محاولة التأثير في القيم السوقية للشركات وتطمين أصحاب المصالح الخاصة بملاءة الشركة وسلامة موقفها من الأخطار، بل حتى التأكيد على توافر فرص النمو مستقبلًا، واستعانوا في ذلك بالآلة الإعلامية الضخمة لترويج تنبؤاتهم.
الفكرة من كتاب اقتصاد الاحتيال البريء
يلقي الكتاب الذي بين أيدينا الضوء على الأدوار الخفية التي تمارسها الشركات الكبرى في ميداني الاقتصاد والسياسة معًا، موضحًا أساليب الاحتيال التي يجري اتباعها في تشكيل الواقع الاقتصادي والسياسي، بل وحتى الاجتماعي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى جدلية العلاقة بين القطاعين العام والخاص في الاقتصاد الرأسمالي المعاصر.
مؤلف كتاب اقتصاد الاحتيال البريء
جون كنث جالبريث: خبير اقتصاد كندي من أصل أمريكي، ولد في الـ15 من أكتوبر 1908 وتوفي في الـ29 من أبريل 2006، كان اقتصاديًّا ومؤسساتيًّا، وأحد أبرز مؤيدي الليبرالية الأمريكية في القرن العشرين، حصل على الدكتوراه وعمل أستاذًا للاقتصاد في جامعة هارفارد لعدة سنوات، وخدم في العديد من إدارات الرؤساء الأمريكيين، وكان سفير الولايات المتحدة لدى الهند، كما حصل على وسام الاستحقاق الكندي، وعلى وسام الحرية في عام 1946، ووسام الحرية الرئاسي في عام 2000، وذلك تقديرًا لخدماته في الاقتصاد.
كان جالبريث غزير الإنتاج؛ بما يزيد على أربعين كتابًا من ألف مقال في موضوعاتٍ مختلفةٍ، ومن بين أعماله المشهورة الثلاثية الشهيرة عن الاقتصاد المتمثلة في:
· الرأسمالية الأمريكية.
· مجتمع الوفرة.
· الدولة الصناعية الجديدة.