عالم العمل المخادع (عبودية العمل)
عالم العمل المخادع (عبودية العمل)
في ظل احتيال رأسمالية الشركات وعدم وجود شبكات أمان اجتماعي أو نقابات عمالية قوية تنتشل العمال المقهورين تحت سياطها، نشأ الهرم الرأسمالي للأجور، حيث شكلت الطبقة الكادحة قاعدة الهرم صاحبة أدنى معدلات الأجور وأكثرهم كدحًا، في حين شكلت قمة الهرم أكثر الطبقات أجرًا وأقلهم عملًا، ونظرًا إلى الأجور المتدنية للطبقات الفقيرة التي بالكاد تحافظ على الرمق الأخير للحياة نشأت عبودية العمل، فالعمال لا يملكون رفاهية التخلي عن العمل وإلا سيموتون من الجوع بخلاف قمة الهرم التي تمتلك رفاهية الاختيار بين العمل والفراغ، أي يملكون حريتهم.
وعلى ذلك فالنجاة من عبودية العمل هو أمر سهل المنال للطبقات الأكثر ثراءً، بل حتى الفراغ كبديل عن العمل بالنسبة للأغنياء يعد نعمة، وللفقراء نقمة، حيث يمثل أجرًا أقل وبالتالي حرمانًا أكبر، ويكفي لتصوير مدى قسوة تلك العبودية (عبودية العمل) المقولة التي أوردها الكاتب، والتي تمت كتابتها على قبر عجوز تحرَّرت لتوها من تلك العبودية “لا تحزنوا من أجلي يا أصدقاء.. لا تدمعوا عليَّ أبدًا.. لأني ذاهبة لكي لا أعمل شيئًا أبدًا.. وإلى الأبد”.
الفكرة من كتاب اقتصاد الاحتيال البريء
يلقي الكتاب الذي بين أيدينا الضوء على الأدوار الخفية التي تمارسها الشركات الكبرى في ميداني الاقتصاد والسياسة معًا، موضحًا أساليب الاحتيال التي يجري اتباعها في تشكيل الواقع الاقتصادي والسياسي، بل وحتى الاجتماعي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى جدلية العلاقة بين القطاعين العام والخاص في الاقتصاد الرأسمالي المعاصر.
مؤلف كتاب اقتصاد الاحتيال البريء
جون كنث جالبريث: خبير اقتصاد كندي من أصل أمريكي، ولد في الـ15 من أكتوبر 1908 وتوفي في الـ29 من أبريل 2006، كان اقتصاديًّا ومؤسساتيًّا، وأحد أبرز مؤيدي الليبرالية الأمريكية في القرن العشرين، حصل على الدكتوراه وعمل أستاذًا للاقتصاد في جامعة هارفارد لعدة سنوات، وخدم في العديد من إدارات الرؤساء الأمريكيين، وكان سفير الولايات المتحدة لدى الهند، كما حصل على وسام الاستحقاق الكندي، وعلى وسام الحرية في عام 1946، ووسام الحرية الرئاسي في عام 2000، وذلك تقديرًا لخدماته في الاقتصاد.
كان جالبريث غزير الإنتاج؛ بما يزيد على أربعين كتابًا من ألف مقال في موضوعاتٍ مختلفةٍ، ومن بين أعماله المشهورة الثلاثية الشهيرة عن الاقتصاد المتمثلة في:
· الرأسمالية الأمريكية.
· مجتمع الوفرة.
· الدولة الصناعية الجديدة.