عالم الحرب الباردة
عالم الحرب الباردة
ظلت الحرب العالمية الثانية مستمرة ثلاث سنوات دون أن يحقق أي الأطراف النصر، وكما كان دخول الولايات المتحدة في الحرب الأولى حاسمًا، كان دخولها في الحرب الثانية كذلك، فلم تدعم قوة الحلفاء وحسب، بل استعملت سلاحها الجديد: النووي ضد اليابان لإنهاء الحرب، التي خلفت آثار تفوق في حدتها آثار الحرب الأولى، فخرجت كل الدول من الحرب مدمرة، باستثناء الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي الذي استطاع لملمة عناصر قوته، ليمثل قطبًا شيوعيًّا يقف في مواجهة المعسكر الغربي الذي تقوده أمريكا.
وعلى الرغم من أن ما عُرف تاريخيًّا بالحرب الباردة ليس مرحلة واحدة، فقد شهد فترات من التعايش والتنافس والتعاون أحيانًا، وتُعد السنوات الثماني الأولى من تاريخ الحرب الباردة (1947 – 1955) أقسى فترات الصراع بين القطبين، والتي شهدت استخدام كل طرف لما في جعبته من أدوات لمواجهة الآخر، وحصار نفوذه؛ فتكوَّن حلف الناتو عام 1947 لتطويق السوفيتي من جهة الغرب، وحلف جنوب شرق آسيا من جهة الجنوب، واقتصاديًّا دعمت أمريكا دول أوروبا بمشروعي ترومان ومارشال، وفي المقابل أنشأ الاتحاد السوفيتي حلف وارسو 1955، ومنظمتي الكوميكون والكومنفورم، الأولى لتقديم المساعدات الاقتصادية للدول الشيوعية، والثانية لتحسين صورة الاتحاد السوفيتي عالميًّا.
لكن بعد أن تحقق للدولتين توازن في قوتهما النووية، وجدت كلتاهما ضرورة تخفيف حدة الصراع، فدعتا إلى التعايش السلمي، فزاد التواصل بين الكتلتين، إلى حد فتح خط ساخن تتواصل عبره الدولتان بشكل مباشر كما حدث في أزمة كوبا 1962، وما تلاه من عقد قمم متتالية بينهما كانت أولاها عام 1972، إلا أن الأمور لم تستمر كذلك، فبسبب وصول ريجان إلى البيت الأبيض، وسعي السوفيت لنشر مزيد من الصواريخ في أوروبا الشرقية، دخلت العلاقات بين القطبين مرحلة جديدة من التوتر، وسط مساعي الطرفين لزيادة سباق التسلح، وانتهت هذه المرحلة من جانب واحد، بعد تولي ميخائيل جورباتشوف زمام الأمور في الاتحاد السوفييتي.
الفكرة من كتاب التاريخ الدبلوماسي
إذا كنت تريد أن تعرف الحاضر وتتنبَّأ بالمستقبل، فعليك أن تقرأ التاريخ، ولما كان التاريخ هو ذاك العلم الذي يدرس التطور البشري في مجمله، ولما كان من العسير جدًّا أن نقرأ تطور التاريخ البشري في مؤلف واحد، فإن من الضروري تقسيم هذا التطور إلى أبعاد ومحاور موضوعية، نتمكن من خلالها تتبع التطور والتغير البشري في هذا المسار أو ذاك، وكتاب التاريخ الدبلوماسي هو أحد كتب التاريخ التي تتبع مسار البشرية في أبعاد تفاعلها على المستوى الدولي، خلال فترة زمنية مُحددة، كان لها تأثيرها البالغ في حياة كثير من الشعوب والأمم ولا تزال آثارها حاضرة حتى الآن.
مؤلف كتاب التاريخ الدبلوماسي
ممدوح منصور، وأحمد وهبان أستاذان في العلاقات السياسية الدولية، يشغل الأول – حاليًّا – منصب رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية، في حين عُيِّن وهبان عميدًا للكلية ذاتها.
لهما عدد من المؤلفات المشتركة، منها: مدخل إلى علم العلاقات الدولية، ومقدمة في العلوم السياسية. ولمنصور كتب حول: الصراع الأمريكي السوفييتي في الشرق الأوسط، وسياسات التحالف الدولي، والعولمة، أما وهبان فصدر له مؤلفات: الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر، والعلاقات الأمريكية الأوروبية.