عادات وأفكار
عادات وأفكار
إذا كنتَ تريد التغيير والتقدُّم نحو الأفضل بالفعل، فلا بد أن تنوي القضاء على جميع الأعذار، فالأعذار التي تُبنَى على العادات والسلوكيات القديمة تُشكِّل عبئًا في خطوات التغيير وتعرقل تقدُّمك، إذ إن هناك جزءًا ما بداخلنا يخشى التغيير ويُذكِّرنا بالمحاولات التي تبوء بالفشل والإحباط، لذا نحاول حماية أنفسنا دائمًا من البدء في أي تغيير، وهذا عذر يتولَّد من شعورك بالضعف وقلة الحيلة، فإن كنت تعاني طوال حياتك من البدانة والخوف والاكتئاب والعند، انوِ التخلُّص من هذه العادات القديمة وانفتح على تغيير جديد، واعلم أنه بإمكانك فعل ذلك.
إن سيطرة العقل على الجسم أمر فعلي، وربما قد سمعت عن تأثير الدواء الوهمي، على سبيل المثال: هناك دراسات موثقة كشفت أن حبيبات السكر التي أخذتها مجموعة تجريبية على اعتقاد أنها علاج لالتهاب المفاصل تحمل نفس فاعليَّة العقار الذي يوصف من قبل الأطباء لمعالجة الالتهاب! ليس هذا وحسب فقط أُجريت مجموعة من الدراسات أيضًا حول الاكتئاب الحاد وأمراض القلب وحتى السرطان، فوضَّحت مماثلة قدرة العقل في التغلُّب على هذه الأمراض للطرق الطبية التقليدية، وقد أشار علم البيولوجيا الجديد أن المعتقدات سواء كانت واعية أو غير واعية تحدِّد صحَّتنا الجسدية والعقلية، وقد نحقِّق نجاحًا بالغًا باستخدامها، فماهيتك تُحدَّد وفق ما تؤمن به وليس وفقًا لموروثاتك الجينية.
عندما تؤثر فيك أفكارك بالسلب من المهم أن تتخلَّص منها، فاعتقادك مثلًا أنك ستظلُّ فقيرًا أو بدينًا أو سيئ الحظ أو غاضبًا، مجرد أعذار، ولكن عندما تمارس حياة التغيير سوف تشعر بالحيويَّة، لأن استخدام مجموعة جديدة من عادات التفكير سوف يعزِّز حياتك بالأمل، فتذكَّر أن أفكارك إمَّا أن تكون هادمة لحياتك وإمَّا تبينها من جديد.
وهناك عذران كبيران لا بد أن تودِّعهما، الأول قولك “لا يسعني تغيير طبيعتي؛ فعلى الرغم من كلِّ شيء لا يستطيع الناس تغيير حمضهم النووي”، والعذر الثاني الذي هو متأصِّل داخل تاريخك ونشأتك الأسرية ويؤثر فيك لدرجة أنك تشعر أن هناك جانبًا من حياتك يستحيل التحرُّر منه، بينما أنت قادر على التعافي منه وإعادة برمجة عالمك الداخلي.
الفكرة من كتاب أوقف الأعذار!
هل تساءلنا ذات يوم إلى متى سنظل نتبع أعذارنا ونبرر لأنفسنا كلَّ شيء؟ هناك نقطة يصل إليها الإنسان ويكون لزامًا عليه أن يقف وقفة صراحة مع ذاته ويتخلَّص من كلِّ الأعذار التي تعوق تقدُّمه.
مؤلف كتاب أوقف الأعذار!
الدكتور واين داير: وُلِدَ عام 10 مايو 1940، وهو مؤلف أمريكي ومحاضر مشهور، قضى معظم طفولته وسنوات مراهقته في ملجأ للأيتام، وبعدها حصل على درجة علمية من جامعة ولاية واين، وقد عمل في تدريس علم الاستشارات النفسية، ثم انصرف إلى الكتابة في المجلات وأدار عيادة استشارية خاصة، وتُوفِّي في 30 أغسطس 2015.
من أبرز مؤلفاته: “مواطن الضعف لديك“، و”أستطيع أن أرى بوضوح الآن“، و”ما الذي تتمنَّاه لأطفالك فعلًا؟“.