عاداتٌ سامة
عاداتٌ سامة
تسمع كل أمٍّ في داخلها صوت نقدٍ دائم، متنمر صغير عليها أن تسكته، وأن تقدر نفسها وتسامحها وتستذكر صفاتها الجميلة والأمور التي تُحسنها، وعليها ألا تسمح للأشخاص السامين بإيذائها، فتُقيم مدى ضررهم وتحدد بناء عليه الحاجز الذي ينبغي أن يكون بينهم، وتخبرهم بحدودها كي يحترموها، وينبغي ألا تشعر الأم بالذنب حينما تقرر إخراج أحد من حياتها ما دامت اتخذت القرار بحذر وبناء على تقييم جيد.
وربما لا يكون الآخرون هم مصدر الضرر الوحيد حين تؤذي الأم نفسها وتؤثر في أطفالها ببعض العادات السامة التي يجب أن تضع لها حدودًا وتخطو خطوات صغيرة للتخلص منها مثل: الصراخ والغضب، والتذمر، واستعمال الهاتف لأوقات طويلة، والتضحية بالنوم رغم أهميته لجسدها ومناعتها وذاكرتها مقابل وقت تمضيه بمفردها بعد نوم الأطفال مثلًا، وأيضًا كثرة المقارنات، خصوصًا مع وسائل التواصل الاجتماعي التي تدفع الأمهات إلى عقد مقارنات ظالمة بين أصعب أوقاتهن بأفضل الأوقات التي تشاركها الأمهات الأخريات على صفحاتهن، وتبني بذلك أسطورة الأم المثالية التي تُشعر الأمهات بالذنب وبالنقص، ولمواجهة ذلك تحتاج كل أم إلى أن تحب ما لديها،
وأن تتحلى بالقناعة والامتنان، وأن تقلص الأوقات التي تقضيها في مواقع التواصل ومساحة المقارنات. ولتتذكر الأمهات أن الفوضى يمكن أن تكون رائعةً أحيانًا، إذ تُعبر عن طفولةٍ فيها متعة اللعب والتعلم، وفيها تُصنع ذكريات جميلة، وليست إهانة لقدرات الأمهات في الترتيب أو في تربية طفل مرتب ونظيف. ولتتذكر أيضًا أنه لا يُمكن الوصول لانسجام تام بين الإخوة حتى وإن كانت تعلمهم احترام بعضهم بعضًا وأن يحسنوا حل نزاعاتهم، وأنه ليس عليها الضغط على أبنائها للمشاركة في كل الأنشطة والمسابقات كي يجمعوا الجوائز ويشعروها بالإنجاز، ولتتذكر كل أُمٍّ أن جسدها يستحق الحب، وأن زوجها لا ينبغي أن يكون فائق الرومانسية حتى تكون ممتنة ولتركز على ما يعزز علاقتهما.
الفكرة من كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
تقلب الأمومة حياة النساء وتغير أفكارهن وأحلامهن وأجسادهن؛ يجدن فيها كثيرًا من الأمور الجميلة والمثيرة والممتعة، لكنهن يواجهن أيضًا إرهاقًا وقلقًا وتحدياتٍ تسرق من سعادتهن، وعندما تبحث الأمهات عن السعادة في حياتهن اليومية، ربما يجدن أكثر الاقتراحات لا تناسب مشاغلهن، وينسين أن السعادة ربما تكمن في عشر دقائق من اللعب والمرح مع أطفالهن كل يوم يتناسَين فيها الضغوط،
عشر دقائق من الفرح والتواصل مع العائلة كل يوم يمكنها أن تصنع تغيرًا كبيرًا، والكتاب الذي بين أيدينا يحمل الكثير من الأفكار التي تساعد على بناء عادة السعادة في حياة كلِّ أم، وتساعدها على مواجهة الإرهاق والشعور بالذنب وطلب الكمال وغيرها من التحديات.
مؤلف كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
ريبيكا إيانس: كاتبة ومحررة، ومؤسسة موقع positive-parents.org وصفحة Positive Parenting: Toddlers and Beyond على فيسبوك، ومدربة معتمدة من معهد جاي للتربية | Jai Institute of parenting، تعمل محررة في موقع Motherly وفي مجلة Creative Child ومجلة Baby Maternity.
ومن مؤلفاتها:
The Newbie’s guide to positive parenting.
Positive parenting: An Essential Guide.
معلومات عن المترجمة:
علا ديوب: مترجمة سورية، ولدت في طرطوس، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين. ومن أعمالها: ترجمة “عزيزي أنا” و”متعة أن تكون في الثلاثين” و”أغرب عادات الشعوب” و”آباء أكفاء أبناء عظماء” و”أشياء جميلة”.