طوِّرْ الفكرة
طوِّرْ الفكرة
بعد الفهم التام للهدف، لا بد من تحديد العوامل المؤثِّرة في الخطة التي يتم إعدادها للوصول إلى الهدف مثل الموازنة المتاحة، والإطار الزمني، والجمهور المستهدف، وتسمَّى بالسياق، بعد ذلك تبدأ مرحلة التفكير في كيفية عرض الفكرة، فلا ينبغي أن تكون غاية في التبسيط فيشعر الطرف الآخر أننا لا نُدرك مدى تعقيد المشكلة، ولا غاية في التعقيد فنجد أنفسنا غارقين في التفاصيل والميزات الإضافية، والتي قد تكلِّفنا الكثير من المال والجهد دون داعٍ، فالتوازن مطلوب وللحفاظ عليه لا بد من الردِّ عن هذه الأسئلة، هل الفكرة تحلُّ مشكلة أم تولِّد فرصة، لماذا هي فكرة جيدة؟ وهل يُمكن شرحها في دقيقة واحدة، وبعد تحقيق التوازن لا بد من الاعتماد على الإطار المرجعي الذي يعتمده الطرف الآخر باستخدام كلمات يألفها والاعتماد على أفكار يفهمها.
وللتأكُّد من إمكانية تبسيط الفكرة لشرحها في غضون دقيقة، وللتعرُّف على جوانبها، يتم استخدام ورقة
الفكرة الجوهرية، وهي ورقة مقسَّمة إلى أقسام، كل قسم يتمُّ فيه تدوين بعض البيانات، فهناك قسم خاص بالهدف، وقسم خاص بالسياق، وقسم آخر يتم فيه اختصار الفكرة في جملة واحدة، وقسم يتم فيه ذكر المميزات التي تجعل هذه الفكرة مميزة عن الأفكار الأخرى، وفي آخر قسم يتم تدوين المتطلَّبات التي نحتاج إليها لتحقيق الهدف.
وبعد إدراك الهدف والسياق وتحضير ورقة الفكرة الجوهرية نكون أنجزنا عشرة بالمائة من عرض الفكرة ويتبقَّى نسبة التسعين بالمائة التي تهدف إلى غرس اقتناع قوي بالفكرة في نفوس الآخرين، ولذلك بدلًا من التركيز على جودة الفكرة، سنقوم بتوضيح ما يدفعهم إلى تنفيذ الفكرة، ودوافعهم قد تكون مختلفة عن دوافعنا، فعندما نستمع لفكرة شخص آخر نسأل أنفسنا عن الهدف وهل نتفق مع هذا الهدف؟ هل فهمنا الفكرة وهل أعجبتنا، وما المطلوب منا؟ وهل نحن قادرون على تقديم المطلوب؟ وما عواقب تأييد الفكرة، وما عواقب رفضها؟ لذا ينبغي أن نضع أنفسنا في موضع الطرف الآخر ونجيب عن هذه الأسئلة.
الفكرة من كتاب عرض الأفكار: اجعل الناس يقعون في حبِّ أفكارك
تمتلك المهارات المُتطلَّبة لتوليد الأفكار وتحويلها إلى مفاهيم وتطبيقها على المشروعات، لكن عند عرضها أمام أصحاب القرار ترتكب العديد من الأخطاء التي تتسبَّب في ضياع هذه الأفكار، مثل الخوض المبالغ في التفاصيل دون تحديد الجوانب الرئيسة، أو عدم التركيز على هدف الفريق أو العميل، وبالتالى قد تبتكر حلولًا قيِّمة ولكن لأهداف مختلفة تمامًا.
أو أنَّك تُغرم بفكرةٍ إلى حدِّ الحماس الذي قد يجعلك تتخطَّى مرحلة مهمة، وهي مرحلة البحث والتدقيق، أو تقوم بتقديم الأفكار لشخص غير مناسب أو بشكل غير مناسب.
قد نقترف هذه الأخطاء لأننا نهتم بالفكرة ولكن لا نهتم بعرضها، ولا نُدرك أن نجاحها يعتمد بنسبة تسعين بالمائة على إقناع الأشخاص بها وبنسبة عشرة بالمائة على جودتها، لذا يُقدِّم هذا الكتاب بعض المهارات والتوجيهات المطلوبة لعرض الأفكار بشكل مثالي.
مؤلف كتاب عرض الأفكار: اجعل الناس يقعون في حبِّ أفكارك
ييرون فان خيل: مؤسِّس مشارك وخبير استراتيجي في استديو Oak & Morrow للتصميم الاستراتيجي في هولندا، وكاتب ومتحدث عالمي مهتم بمجال UX والتصميم وbrand personality، شارك في عدد من المشروعات، ومنها: مشروع بوابات الخدمة الذاتية للتحقُّق من جوازات السفر في مطار سخيبول، وجهاز الإسقاط الضوئي Beam، شارك أيضًا في تأليف كتاب Get Agile!: Scrum for UX, Design & Development.