طوق النجاة من الشك
طوق النجاة من الشك
من الطبيعي أن تكون للإنسان شكوك دينية، يمكنه الإفصاح عنها ومناقشتها للبحث عن إجابات عقلانية، وإلا فسوف يعتبر الدين مجرد تجربة شخصية حسية.
ومن الأسئلة التي تُطرح: “لماذا خلق الله الحياة الدنيا؟ وهل وجودنا فيها بسبب معصية آدم لربه؟” ويُمكننا الإجابة بالآية الثلاثين من سورة البقرة ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة﴾..
كلمة “جاعل” تعني أن الله لم يكن قد خلق آدم بعد، وكلمة “الأرض” تعني أن الأرض كانت موجودة بالفعل قبل خَلق آدم، وأراد الله أن يجعله خليفة فيها، وحتى عندما أكل آدم وحواء من الشجرة التي منعهما الله الأكل منها، غفر الله لهما ذلك ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْه﴾، ثم أنزلهما الله إلى الأرض لتبدأ الحياة التي تخدم أهدافًا محددة، فلا توجد أي إشارة تدل على أن حياة الإنسان على الأرض كانت عقوبة له.
وهنا يظهر سؤال “لماذا جعل الله للبشر عيوبًا؟”، وتكمن الإجابة في سؤال الملائكة لله ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾، وإننا نحن البشر عندما نفكر بطريقة الملائكة، وهي مخلوقات مختلفة عنا، نغفل أن الله قد أحاط علمًا بالجوانب الإنسانية الجيد منها والسيئ، وأنه قد أعطانا من العلم ما لم يعطه لهم، ﴿سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾.
ومن الأسئلة أيضًا “لماذا يصيبنا الله بالابتلاء والحزن؟”، يقول الله تعالي: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
فالمعاناة والجهاد في الدنيا يساهمان في تطوير الأفراد وتقوية علاقتهم مع الله عند اللجوء إليه، فيشعرون برحمته ومحبته بشكل شخصي جدًّا.
وقد نسأل “لماذا ندعو ونصلي إن كان الله قد حدد أحداث المستقبل؟”، فتجد أن الله يخبرنا في القرآن أن سلطته نافذة: ﴿أن الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾، وأن الله ﴿يضل مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)، وقد يظن قارئها أن الله يقود الضال إلى الخطأ، ولكن الحقيقة أن الله يهدي شخصًا ما أو لا يهديه تبعًا لاختياراته. ﴿فَلَمَّا زَاغُوۤا۟ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ﴾.
كما أن مفهومنا للزمن مختلف عن مفهوم الزمن عند الله، إذ إن يومًا في الدنيا عند الله﴿مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِینَ أَلۡفَ سَنَةࣲ﴾.
الفكرة من كتاب حتى الملائكة تسأل–رحلة الإسلام في أمريكا
من عنوان الكتاب نجد أن الملائكة التي لا تخالف لله أمرًا تسأله عن سبب خلق الإنسان، وكذلك أسئلة الأنبياء والرسل، إذ قال إبراهيم ﴿رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى﴾. وأسئلة مثل ﴿يسألونك عن الأهلة﴾ و﴿يسألونك عن اليتامى﴾، فما أكثر الأسئلة التي تؤرق الحيارى، وما أكثر الإجابات التي يقدمها لنا القرآن.
وفى المجتمعات الحالية الإسلامية وغير الإسلامية أسئلة تُلاقي صدًّا وقمعًا يطرحها مسلمون، وملحدون، ومقبلون على الإسلام، مثل: “لماذا خلق الله الحياة الدنيا؟ ولماذا يطلب أن نعبده؟”، لذا يدعونا الكاتب للتدبر لإيجاد إجابات عقلانية وبراهين قاطعة، وأن نوفر بوصفنا مسلمين مناخًا متسامحًا للتساؤلات والشكوك دون غضب أو ترهيب.
مؤلف كتاب حتى الملائكة تسأل–رحلة الإسلام في أمريكا
جيفري لانج : بروفيسور أمريكي في الرياضيات في جامعة كنساس. حاصل على شهادة الفلسفة من جامعة باردو سنة ١٩٨١.
ولد جيفري لعائلة كاثوليكية، وتعلم في مدارس كاثوليكية، ثم ألحد في سن السادسة عشرة، وبقي كذلك حتى أسلم في الثامنة والعشرين، حيث قرأ نسخة مترجمة للقرآن فوجد فيه إجابات متماسكة ومنطقية لأسئلته وساعده ذلك على الإيمان بالله وأن يُصبح مسلمًا.
أهم مؤلفاته:
الصراع من أجل الإيمان.
ضياع ديني.
معلومات عن المترجم:
د.منذر العبسي: مترجم قام بترجمة كتاب آخر لجيفري لانج وهو الصراع من أجل الإيمان.