طلب الكمال عدو الإكمال

إن الأعمال العظيمة لم تكن يومًا كاملة، ولولا الإخفاقات المتكرِّرة لما كان توماس إديسون هو توماس إديسون، لذلك ليس المقصود بطلب الكمال النتائج الحسنة أو الممتازة التي يسعى بعض الناس إلى تحقيقها، لكن المقصود ما يفعله أولئك الذين يجهدون أنفسهم ويُكرِهونها على أهداف مستحيلة ويقيسون ذواتهم بما حقَّقوه، فيعيشون تحت ضغط أكبر مما يعانيه طالب النجاح؛ ذلك لأن طاقاتهم تتبدَّد في التوتر الداخلي الذي يعيشونه، لذلك فإن خوفك من النقص والفشل قد يشلُّك عن الحركة، بحيث يتدنَّى إنتاجك عن كثير من زملائك، فطلب الكمال في كثير من الأحيان يسفر عن علل نفسية عديدة كالإجهاد والقلق، بل قد يؤدي إلى عكس الغاية التي وُجِد لأجلها مما يجعلك عرضة للاضطرابات النفسية، ولعلَّ من أفضل ما يبرهن على اعوجاج منطق الكماليين: شعورهم الدائم أن عدم الحصول على الكل يعني الفشل، فمثلًا عندما يبدأ أحد الرياضيين نظامًا غذائيًّا ، فطوال فترة التزامه بالنظام سيظلُّ يشعر بالحماس والفضيلة، فإذا ما انحرف قليلًا عن نظامه، ظنَّ أن نظامه قد فسد وربما حمله ذلك على إفساد بقية اليوم.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

إن أصحاب النزعة الكمالية مبتلون دائمًا بالتوتر العصبي الذي يسلب صاحبه إنجاز أي مهمة، وعادةً ما يمنعهم من الإقدام أو التجديد في العمل خوفًا من النقد أو ارتكاب الأخطاء، وعلى كلٍّ فإن أسوأ ما قد يبتلى به أصحاب هذه النزعة أنهم لا ينجزون أعمالهم أو ينجزون أقل القليل، والسبب في ذلك أنهم طوال الوقت يغيرون ما بدؤوه حتى ينتهي الوقت، وفي الدراسة التي أجراها أحد الأطباء النفسيين على تسعة وستين بائعًا من ذوي المراكز العليا، وجد أن الذين يسعون إلى الكمال يجنون أقل من زملائهم بثمانية آلاف إلى عشرة آلاف دولار،  لذلك كن واقعيًّا في أهدافك، وتحرَّر من خوفك، وسجِّل في قائمة جميع الأمور التي تنجزها بشكل جيد كل يوم، وضع نقطة عند كل مهمة، ثم اجمع النقاط وهكذا حتى تتعود التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك، وتكتسب شعورًا بالثقة والرضا عن ذاتك.

لكل إنسان منا مخزون هائل من المواهب والطاقات، لكنها محبوسة تحت ركام من الشك والتردد والخوف والندم وانعدام الثقة، فإذا ما حررناها من ذلك فإننا سوف ننبهر حقًّا بما يمكننا الوصول إليه؛ لذلك جاء هذا الكتاب الذي يعد الثاني في سلسلة كتب “تعلَّم كيف تنجح”، معًا سوف نتعرَّف على عوامل النجاح، فكِّر بالنجاح وثق بقدراتك، وقلِّد الناجحين، وابدأ بما هو ممكن ولا تطلب الكمال، وعليك أيضًا أن تتعلم مهارات المرونة، وأما الجودة والإتقان فيأتيان أولًا.

هادي المدرِّسي: عالم دين شيعي عراقي، ولد في كربلاء سنة 1957م، وينحدر من أسرتين اشتهرتا بالعلم، وله سلسلة كتب كثيرة في تكوين الشخصية تحت عنوان “تعلم كيف تنجح”، ومنها: “تعلم كيف تتغلب على الفشل”، و”فنون النجاح”، و”مفاتيح النجاح”، و”واجه عوامل السقوط”، إضافةً إلى كتب أخرى مثل: “كيف تتمتَّع بحياتك وتعيش سعيدًا”، و”الصداقة والأصدقاء”، و”حوار ساخن عن الإلحاد”.