طفولة العقاد
طفولة العقاد
ولد عباس محمود العقاد في الثامن والعشرين من يونيو عام 1889م لأب مصري يعمل أمينًا للمحفوظات بإقليم أسوان، وأم من أصول كردية تنفق عمرها على تربية أبنائها، وفي هذه الأسرة التي عاشت في أسوان بصعيد مصر نشأ العقاد، في تلك البلدة الخالدة المخلدة على حد وصفه، في بيئة صافية اجتمع فيها الماضي مع الحاضر، والأصالةُ مع التجديد، فكان لها عظيم الأثر في نفسه وفي أدبه بعد ذلك.
وفي هذه البيئة تشكَّلت شخصيته، ومنها ورث طباعًا كالعزلة والانطواء والتواضع واللين، والضعف الشديد أمام الألفة والاعتياد، فلا يكاد يجرب جديدًا ولا يغيِّر ما تعوَّده، وإن كان العقاد في نظر بعض الناس “جبّارًا” كما أطلقوا عليه فإنه لا يأبه بنظرهم كما يقول، لأنه رجل يطلب الكرامة من طريق الأدب، فإن كان في هذا شبهة كبرياء فليس عليه أن يعتذر عن سوء ظنهم.
وكان ينفق مصروفه الشخصي وهو طفل على شراء الكتب الأدبية، حتى استطاع تكوين مكتبته الصغيرة آنذاك بخمسين قرشًا، ومنذ عرف طريق القراءة عرف طريق الكتابة، فخطت يداه أول قصيدة في التاسعة من عمره، وكتب بموضوعات الإنشاء في المدرسة، وكان له أستاذ يشجعه ويعرض كتاباته على كبار الزوار ومنهم الشيخ محمد عبده الذي أثنى عليه قائلًا: “ما أجدر هذا أن يكون كاتبًا بعدُ”.
الفكرة من كتاب أنا
يبدو العقاد في نظر الكثيرين جبارًا وحادًّا مع من يخالفه، ويظن الناس به صلابة لم تُعهد في عالم الأدب، وما أكثر ما يرميه الناس بالعزلة والانطواء وعدم فَهم واقع الحياة لقلة اختلاطه بها ولطول ما عايش الكتب، ولكنه في هذه السيرة الذاتية يكشف عن جانب من حياته الخاصة، يكشف عن طفولته وعن طباعه وأخلاقه، ويزيح الستار عن فلسفته في الحياة والحب والقراءة والكتابة، ويتكلَّم عن نفسه كما يراها هو لا كما يراها الناس.
مؤلف كتاب أنا
عباس محمود العقاد: أديب وشاعر ومفكر وفيلسوف وسياسي وصحفي، ولد في محافظة أسوان في الثامن والعشرين من شهر يونيو لعام 1889م، وتلقى التعليم الابتدائي الذي اكتفى به عن غيره من مستويات التعليم.
حصل على عضوية المجمع اللغوي وتم تكريمه كثيرًا، ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر عام 1959 جائزة الدولة التقديرية ويشاع أنه رفض تسلُّمها، كما منحته جامعة القاهرة درجة الدكتوراه الفخرية فرفضها.
وقد اقترن اسم العقاد بكثير من المعارك الأدبية والفكرية مع كبار شعراء وأدباء عصره، وخاض كذلك العديد من المعارك السياسية، ولكن ذلك كله لم يمنعه أن يكون مؤلفًا مُكثرًا ومجيدًا فتجاوزت مؤلفاته المائة، ومن أشهر كتبه:
العبقريات.
الفلسفة القرآنية.
ساعات بين الكتب.
أشتات في اللغة والأدب.
التفكير فريضة إسلامية.