طفل يعاني
طفل يعاني
الأمومة تعني التضحية، ووظيفة المرأة في بيتها تستلزم الطاقة والإحساس العالي، لأنها تنشغل عن ترفيه ذاتها إلى ترفيه أولادها، وهذا ليس معناه زهدها في الحياة بل سيكون لها حق العيش المريح والتفكير في حالها أيضًا، ولكن مع موازنة مهام أمومتها، فهي من الممكن أن تمارس هواياتها والفنون التي تحبّها، بل إن هذا جيد لطفلها أساسًا، المهم ألا تنشغل عنه تمامًا، لأن الطفل المهمل تصيبه اضطرابات نفسيّة متعددة .
ولأن الطفل حساس للتصرفات، فهو منتبه لكل ما تفعله أمّه، فتخيّل أنها من الممكن أن تعطي طفلها درسًا في الخيانة عندما تتم استضافتها، فتمتنع عن الأكل أمام المضيف وإذا غاب اختلست النّظر وبدأت تأكل، وكذلك الشجار، والكذب، والاستعلاء، كلها تُعدُّ من أخطاء التربية.
والطفل المحروم من الأمومة بسبب انشغال أمه طوال الوقت في عملها قد يعاني اختلالًا نفسيًّا، ونحن نعلم أن المرأة قد تضطر إلى العمل لا سيما وسط ظروف الحياة الحالية،ولكن هذا الاضطرار لا يبرر لها أبدًا إهمالها لأسرتها.
فحياة الطفل بعيدًا عن الأم صعبة، وغيابها يخلق له حالة من فقدان العاطفة، لذا على الأم إذا سافرت إعلام طفلها والتمهيد له بذلك، وإذا غابت عن البيت لا بد من الاهتمام بمشاعره والتواصل معه، أمّا غيابها الطويل فربما يجعله رافضًا لها في ما بعد، لذلك في وقت الانفصال يكون الطفل ضحية بين شتات الأبوين، لأنه يحتاج إليهما معًا، وهنا سيكون على والدته أن تشرح له أسباب الفراق وأن تسعى لحضانته، مع كونها مراعية لحاجته إلى زيارة والده، أما الطفل الذي يفقد أمه بالموت، فسيكون استيعاب الفكرة صعبًا عليه، وسيتمنى لو تعود للحياة حتى لا يشعر بالوحدة والاضطراب، وهنا يأتي دور الأب في الشعور بطفله وتهدئته، وتلقينه الفكر الديني كي يكون أكثر تقبّلًا لأقدار الله، فهو طفل يحتاج إلى جرعة مضاعفة من الأمان ولا يحتاج إلى أي أذى أو حقد أو كراهية.
الفكرة من كتاب دور الأم في التربية
الأم هي أساس البيت، فعلاقتها بزوجها وأطفالها تضفي على البيت قدرًا لا يُستهان به من الأمان والطمأنينة، ووجودها هو الذي يمنحهم الدفء والسلامة النفسيّة، وفي هذا الكتاب رحلة سريعة وجميلة لأهم وأدق تفاصيل الأمومة والتربية السويّة للأبناء.
مؤلف كتاب دور الأم في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.