طفل معافى ومُبدع
طفل معافى ومُبدع
عليك أن تُدرك أن هناك بعض التصرفات التي تمنع أطفالك من عيش اللحظة الحاليّة باستمتاع، منها: التأكيد الدائم على بذل أفضل ما لديهم، والضغط عليهم عن طريق حثّهم على إنهاء جميع الخبرات بشكل سريع! بينما هناك استراتيجيات أخرى خاصّة بتحفيز العيش في اللحظة الحالية عن طريق منحهم الحريّة وتجنّب الأفكار النمطيّة الجامدة، والبُعد عن تحديد الأدوار بشكل تقليديّ جدًّا، فإذا أردت أن يكبر أطفالك بصحّة جيّدة، عليك تطوير اتجاه العافية بداخلهم بدلًا من التوجه نحو المرض، فبدلًا من قولك: “إذا لم تلبس شالًا، سوف تُصاب بالزكام وتمرض”، قل: “البس هذا الشال لتبدو أنيقًا من الخارج”.
ولا تنس أثر الضحك في العلاج والتشافي، فقد نجح كثير من طرق العلاج بالضحك، والطفل يميل بفطرته إلى المرح والتفاعل وإلقاء النكات، فلا تقتل هذا الشيء بداخله ولا تحاول أن تتجاهل مزاحه، وعلّمه كيفية توقّع العافية.
وتذكّر أن الشخص اللا محدود هو الشخص المبدع، والإبداع عند الأطفال عبارة عن التعامل مع المشكلات بمنظور فريد وإضافة لمسات جديدة للواقع، فالطفل الذي يكون مستعدًّا للإبداع هو الذي تعطى له مساحة حرية كافية من دون طرق مقيِّدة لتصرفاته، والإنسان المبدع عمومًا هو الذي يكون عقله متفتحًا للخبرات الجديدة.
وستلاحظ أن الأطفال المبدعين يتصفون بحب اختراع الألعاب الجديدة، وحب الاستطلاع، فهم يُطلقون العنان لأفكارهم ولا يكبتون ما بداخلهم، وهم أيضًا كتاب مفتوح يُظهرون عواطفهم وانفعالاتهم المختلفة بكل سلاسة، فهم حسّاسون للغاية تظهر عليهم جميع مشاعرهم بشكل متدفق وجذّاب.
وهناك طرق تقليدية تجعلك تعيق إبداع طفلك دون قصد، مثل تربية الأطفال بشكل نمطي، وتعليمهم توخي الحذر وعدم الإقدام بل وإجبارهم على الطاعة فقط لإرضائك! فأنت تريد منهم أن يعيشوا بشكل محدود مثلك ومثل من حولهم، دون أن يكونوا غريبي الأطوار، ولكن عليك أن تؤمن بقدراتهم لا أن تخاف منها، فبدلًا من قولك للطفل: “شخصيتك غير مؤهلة لأن تكون صحفيًّا”، قل له: “إن إنسانًا بمثل شخصيتك يمكن أن يكون صحفيًّا ناجحًا”، وإذا كنت تُريد تطوير قدراتهم الإبداعية امنحهم فرصة لاكتشاف العالم!
الفكرة من كتاب ما الذي تتمناه لأطفالك فعلًا؟
إنّ فترة الطفولة من الفترات التي تؤثر بشكل كبير في حياة الفرد، فكلّ شيء يحدث في مرحلة الطفولة قد تكون له آثار سلبية أو إيجابية في المستقبل! ولهذا لا بد من توليتها اهتمامًا بالغًا، إذ إن من حق كلّ طفل أن يحظى بتربيّة سويَّة في طفولته، وأن يحصل على الحبّ غير المشروط.
وفي هذا الكتاب، سوف يتحدّث الدكتور واين داير عن الأمور الإيجابية التي نطمح لها في مستقبل أطفالنا، وسوف يعلّمنا كيف ننمي بداخلهم مشاعر الارتياح والسعادة.
مؤلف كتاب ما الذي تتمناه لأطفالك فعلًا؟
واين داير: وُلِدَ في10 مايو 1940، وهو مؤلف أمريكي ومحاضر مشهور، قضى معظم طفولته وسنوات مراهقته في ملجأ للأيتام، وبعدها حصل على درجة علمية من جامعة ولاية واين، وقد عمل في تدريس علم الاستشارات النفسية، ثم انصرف إلى الكتابة في المجلات وأدار عيادة استشارية خاصة، وتُوفِّي في 30 أغسطس 2015.
من أبرز مؤلفاته: “أوقف الأعذار!“، و”قوّة العزيمة“، و”أستطيع أن أرى بوضوح الآن“.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة، محرر ومراجع ومترجم لبعض النصوص والكتب الأجنبية، منها كتاب: “عن قيادة التغيير“، وكتاب: “عن إدارة الذات“.