طفل غاضب وتعيس!
طفل غاضب وتعيس!
من الطبيعي أن يتمنى الجميع حياة هادئة، لأن الغضب يجعلهم يديرون الأمور من حولهم بطريقة خاطئة، فالناس مفطورون على كره العنف والعدوانية والكراهية، وفي حقيقة الأمر فلن يغضبك أي إنسان إلا إذا كان هناك استعداد داخلي للغضب، والأطفال عادة يطبّقون ما يشاهدونه، ومن شأن أي خلافات عائلية أن تجعلهم يتألمون ويشعرون بالضيق، لذا يجب أن تعلّم أطفالك أن الناس مهمون أكثر من الأشياء الماديّة وأنه ليس شرطًا أن يفهمهم الناس في جميع الأوقات، فلا بأس أن يختلف معهم الناس، المهم أن يفهموا هم حقيقة أنفسهم!
كما أنه من المهم أن تفهم أنت مشاعر الغضب النابعة من أبنائك، لأنك بالتأكيد لا تريد أن يكبروا وسط مشاعر الكراهية والعنف، فلا يجب تبرير سلوكياتهم العدوانية بقول عبارات مثل: ” إنه لا يقصد ذلك” أو ” إنه مثل والده سريع الغضب وعصبي المزاج”، بلّ علّم أبناءك الانضباط الذاتي السليم، وأعلمهم أنك مررت بأوقات عصيبة وسلوكيات مشابهة وخاطئة عندما كنت في مثل سنهم، بدلًا من تعظيم ذاتك بالكلام وتذكّر أن الأطفال لا يرثون الغضب ولكنهم يكتسبونه من البيئة التي يعيشون فيها.
ومن الضروري كذلك أن تُعلِّم أطفالك الاستمتاع بالحاضر فقط دون العيش في ظلال الماضي أو التفكير المفرط في المستقبل! لأننا نعيش اللحظة الآنية فقط، بكل ما فيها من مشاعر ومواقف، والأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والإحباط هم الذين ابتعدوا عن حاضرهم وأرهقوا أنفسهم بالتفكير في الماضي والمستقبل مما جعلهم غير فعّالين في حاضرهم.
عليك أن تتقبّل أطفالك كما هم حتى لا يشعروا بالدونيّة، ولكي تحفّز بداخلهم مشاعر العيش بالإيجابية في كلّ لحظات حياتهم، فهناك آباء يحرمون أطفالهم التمتّع بطفولتهم، ومع الأسف فإن هؤلاء الأطفال يدفعون ثمن هذا الحرمان عندما يكبرون، لأنهم عانوا من الكبت في صغرهم.
الفكرة من كتاب ما الذي تتمناه لأطفالك فعلًا؟
إنّ فترة الطفولة من الفترات التي تؤثر بشكل كبير في حياة الفرد، فكلّ شيء يحدث في مرحلة الطفولة قد تكون له آثار سلبية أو إيجابية في المستقبل! ولهذا لا بد من توليتها اهتمامًا بالغًا، إذ إن من حق كلّ طفل أن يحظى بتربيّة سويَّة في طفولته، وأن يحصل على الحبّ غير المشروط.
وفي هذا الكتاب، سوف يتحدّث الدكتور واين داير عن الأمور الإيجابية التي نطمح لها في مستقبل أطفالنا، وسوف يعلّمنا كيف ننمي بداخلهم مشاعر الارتياح والسعادة.
مؤلف كتاب ما الذي تتمناه لأطفالك فعلًا؟
واين داير: وُلِدَ في10 مايو 1940، وهو مؤلف أمريكي ومحاضر مشهور، قضى معظم طفولته وسنوات مراهقته في ملجأ للأيتام، وبعدها حصل على درجة علمية من جامعة ولاية واين، وقد عمل في تدريس علم الاستشارات النفسية، ثم انصرف إلى الكتابة في المجلات وأدار عيادة استشارية خاصة، وتُوفِّي في 30 أغسطس 2015.
من أبرز مؤلفاته: “أوقف الأعذار!“، و”قوّة العزيمة“، و”أستطيع أن أرى بوضوح الآن“.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة، محرر ومراجع ومترجم لبعض النصوص والكتب الأجنبية، منها كتاب: “عن قيادة التغيير“، وكتاب: “عن إدارة الذات“.