طفل عادي
طفل عادي
قبل كل شيء عليك أن تعي أنه لا توجد وصفة محددة لعلاج انحراف سلوكيات الأطفال، فلكل طفل ظروف مختلفة، ولكل سلوك بواعث مختلفة، ولكل مشكلة معالجات مختلفة والعوامل تتغير، لذا علينا أن نكون فطنين عندما نصف سلوك الطفل، فمن هذا الطفل؟ وما سنه؟ وهل يدرك أن ما يفعله خطأ في أي وقت وأي مكان؟ وكيف فعل سلوكه الخطأ؟ والأهم لماذا فعله؟ هل كان ضرب زميله أولًا أم أنه كان يدافع عن نفسه؟
إن تحديد معايير لتقييم هل السلوك حسن أم سيئ يختلف من شخص لآخر، فقد يلعب طفلان في الطين فيُوبخ أحدهما بشدة بينما تضحك والدة الآخر على تصرفه، كذلك فإن قيمنا المجتمعية والدينية تؤثر في تقييمنا لسلوك أبنائنا.
والآن دعنا نبدأ بالسؤال عن ماهية الطفل العادي، هل هو الطفل الذي لا يكذب ولا يسرق ولا يتأخر عن الموعد ولا يتشاجر مع إخوته وأصدقائه ويطيع الأوامر، طفل يحسن التصرف دائمًا ولا يخطئ، إن كان مثل هذا الطفل موجودًا فالأكيد أنه يعاني مشكلة ما، مشكلة خطيرة، إذ أن أغلب ما نحسبه انحرافًا في سلوك الأبناء هو أمر طبيعي في مرحلة نموهم، الأطفال يخطئون والعكس هو غير الطبيعي، فهم لا يولدون بكتالوج للصواب والخطأ كمان نرى نحن، بل يتصرفون بعفوية ويتعلمون الصواب والخطأ بالتجربة، وسنعرف الآن ما الذي يجعل أخطاءهم طبيعية عندما نعرف طبيعة الأطفال.
الفكرة من كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
طفلي كثير الشجار مع أصحابه في المدرسة، ابنتي تتأخر خارج المنزل، رأيت ابني يدخن مع أصدقائه أكثر من مرة، ابني كلما واجهته بخطأ يكذب، يسأل كل هؤلاء الآباء: هل تلك علامات خطرة في سلوك أبنائهم؟ وهل سينشؤون بسلوكيات منحرفة تلازمهم طيلة حياتهم؟ لماذا ليسوا أطفالًا عاديين يحسنون التصرف؟
وعلينا هنا أن نسأل، من الطفل العادي في نظرنا؟ ومتى يمكننا القول إن الطفل يعاني مشكلة حقيقية؟ كيف نعالج الأخطاء اليومية للأطفال؟ وكيف نقي أطفالنا من الوصول إلى مرحلة خطرة من الانحراف؟ عن كل تلك الأسئلة يجيبنا هذا الكتاب.
مؤلف كتاب لماذا ينحرف الأطفال؟
شارلز ليونارد، أشرف على مؤسسة حكومية في مقاطعة إلينوي تعمل على تقويم سلوك الأطفال المنحرفين، ترجمة دكتور محمد نسيم رأفت، مدرس سابق لعلم النفس في معهد التربية للمعلمين بجامعة هليوبوليس.