طفل المرحلة الابتدائية وما بعدها
طفل المرحلة الابتدائية وما بعدها
مع تقدُّم نمو أطفالنا وابتداء انخراطهم في أنشطة اجتماعية مع من حولهم كالرياضة مثلًا، واللعب مع الجيران، وبداية دخولهم المدرسة يزدحم جدولهم بالكثير من الواجبات والأنشطة المختلفة، لذا علينا من بداية الأمر أن نحرص على تخصيص وقت لممارسة القراءة شأنها شأن أي نشاط آخر، بل يمكننا أن نستبدلها بأنشطة كالتلوين والرسم وألعاب الفيديو ونحدِّد لتلك الأنشطة أوقاتًا أخرى كعطلة نهاية الأسبوع أو الإجازة الصيفية مثلًا كونها مما يمكن تداركه.
أيضًا وجود بيئات جديدة في مجتمع الطفل يمكن أن يُستغل في تنمية هذه العادة، فمثلًا بيئة المدرسة أو بيئة الأندية الرياضية إن كان يمارس رياضة ما -والجدير بالذكر هنا أن الأطفال الرياضيين لا يميلون كثيرًا إلى تكوين عادة القراءة- فعلينا استغلال تلك البيئات في مشاركة الطفل لأصدقائه في القراءة وتبادل الكتب وبخاصةٍ أولئك الذين يحبون القراءة أصلًا، يمكننا أن نهيئ لهم تجمعًا مناسبًا في بيت أحدهم وهكذا، آخذين في عين الاعتبار قوَلهم: “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”.
أيضًا نجد أنهم في تلك المرحلة يميلون إلى تقليد بعضهم في أشياء كثيرة منها الهوايات المختلفة غير القراءة، فيمكننا أيضًا استغلال ذلك في تزويدهم بالكتب التي تتحدَّث وتنمِّي وتطوِّر تلك الهوايات التي يهتمون بها.
أيضًا يمكننا استغلال الرحلات المدرسية والمخيمات الصيفية في اختيار كتب مناسبة تصحبهم في رحلتهم، وتكون من الكتب التي يمكن الاستغناء عنها أو من اليسير شراء بديل لها تحسُّبًا لضياعها أو تبادلها مع الأصدقاء في مثل تلك الرحلات.
مع دخول الطفل في مرحلة المراهقة علينا صرفه قليلًا إلى أن يعلو بمستوى القراءة لديه قبل أن يفقده مع كثرة الأنشطة والواجبات، من الممكن أن نحضر له مؤلفات لنفس الكتَّاب الذين كان يقرأ لهم لكن مؤلفات تناسب هذه المرحلة طبعًا، كما يمكننا استغلال ما يمر به الطفل خلال هذه المرحلة من تضارب في المشاعر والأفكار بأن ندلَّه على كتب تساعده على فهم نفسه وتكوينه وما يمر به، بذلك نكون قد أبدينا تعاطفنا معه بشكل غير مباشر -وهو الأمر الذي لا يحبه أغلب المراهقين- وربطناه بالقراءة أيضًا، ولكم أسهمت القراءة في عبور أزمات المراهقة وغيرها.
الفكرة من كتاب حب القراءة: ٩٩ طريقة لجعل الأطفال يحبون القراءة
كانت تعتقد الكاتبة مثلها مثل كثير منا أن محبي القراءة بلغوا ما بلغوا لنشوئهم في أسر تحب القراءة أو يقرأ فيها الآباء للأبناء، إلا أنها اكتشفت أن هذا ليس المؤثر الوحيد، بل وقد لا يكون مؤثرًا أصلًا، وإنما هو العمل الدؤوب من قِبَل الوالدين والأخذ بأسباب تكوين مثل هذه العادة العظيمة النفع على المدى القريب والبعيد لدى أطفالهم.
مؤلف كتاب حب القراءة: ٩٩ طريقة لجعل الأطفال يحبون القراءة
المربية ماري ليونهاردت: هي مدرِّسة لغة إنجليزية، مارست التدريس 37 عاماً في المدارس العامة والخاصة في أمريكا، ولها العديد من الكتب النقدية والأدبية إلى جانب هذا الكتاب.
معلومات عن المترجم:
إبراهيم الغمري: مؤلف ومترجم، ومن مؤلفاته: “التطوير التنظيمي ـ نموذج مقترح للتطوير الإداري في الدول النامية”، و”السلوك الإنساني في الإدارة الحديثة”، “السلوك الإنساني”، إضافةً إلى ترجمة هذا الكتاب الذي بين أيدينا.