‏طريق ‏النفس نحو الوجود

‏كيف يشعر الطفل أنه موجود؟ ‏يشعر بذلك حين تلبَّى بداخله احتياجات الوجود الثلاثة، وأول تلك الاحتياجات ‏أن يكون مرئيًّا ومُقدَّرًا، و‏هذا ما يجعل الطفلة الصغيرة تذهب إلى والدتها لتسألها عن رأيها في فستانها الجديد حتى تشعر أن والدتها تراها، وثاني تلك الاحتياجات احتياج التقديس، وهو أن يكون لديه إنسان مثالي فيه كل الصفات التي يُحبُّها ليجعله قدوة، أما الاحتياج الثالث فهو احتياج التوأمة، ويعني أن يكون لديه شخص يشبهه، ويشعر أنه ينتمي إليه، ويكون أنيسًا ورفيقًا له في حياته، وهذا ما يجعل الطفلة تقلِّد أمها في اللبس، وتعامل دميتها على أنها ابنتها لكي تمارس دور الأم، وذلك لتُلبِّي احتياج التوأمة بداخلها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

تلك الاحتياجات الثلاثة بداخل كل إنسان، ولكنها تكون بصورة طفولية في الصغر، وبصورة ناضجة في الكبر، فنحن نلبس ونتألَّق ويزداد اهتمامنا بالمظهر الخارجي لنشعر أننا مرئيون، ونحترم معلِّمنا وشيخنا ونأخذه قدوة من أجل تلبية احتياج التقديس ونبحث عن أصدقاء لكي نُلبي احتياج التوأمة والأنس، ولو أشبعنا تلك الاحتياجات بداخل الصغير والكبير سيصبح الإنسان سويًّا يشعر أنه موجود، وناضج غير مؤذٍ لنفسه أو للآخرين.

وبما أنك موجود إذًا أنت محتاج أن يتقبلَّك الآخر، وأن يحبك ويحترمك، وأن يصغي إليك، وأن يصدقك، وأن يكون لك الحق في الرفض، والعكس.. فالآخر أيضًا له نفس الحقوق عليك، وهذه الاحتياجات لا تقتصر على سن معينة أو جنس معين، وإنما هي احتياجات فطرية لجميع الأعمار في كل زمان ومكان، ‏واعلم أنه إذا تم إشباع تلك الاحتياجات الفطرية في علاقتنا بالآخر ستشعر بقيمتك وتنضج نفسيًّا، ‏لهذا لا تتخلَّ أبدًا عن احتياجاتك الفطرية.

‏نعيش في حياة مليئة بالصخب و‏المشتِّتات حتى أصبحنا ننساق وراء التيار، ‏ونسينا أن نسأل أنفسنا: هل هذا الطريق يناسبنا حقًّا أم لا؟ ‏عذرًا؛ ‏كيف نسأل أنفسنا ونحن لم نعد نسمع صوتها ‏من صخب مواقع التواصل الاجتماعي والضغوط التي تمارسها علينا والنصوص التي لطالما كنا مقيَّدين بها. 

فتحرير النفس ليس بالشيء السهل، فللنفس ألغاز وألاعيب تمارسها أحيانًا على صاحبها، ومعًا في هذا الكتاب ستتعلَّم كيفية فكِّ شفرة النفس ‏وفهم احتياجاتها، والتعامل مع الآخر دون التأثير بالسلب فيه أو فيك، وكيف تحافظ على نقائك من ‏شوائب الماضي والمجتمع، وأيضًا يعلمنا ‏الكاتب أن نقول “لا ” بقوة، لنحمي أنفسنا ولا نخسر الآخرين.

 محمد طه: ‏طبيب نفسي مصري، وكاتب مشهور حاصل على الماجستير والدكتوراه في الطب النفسي، وحاصل على الزمالة في الطب النفسي من الكلية الملكية البريطانية، وله العديد من المؤلفات منها: “الخروج عن النص”، و”علاقات خطرة”، و”ذكر شرقي منقرض” .