طريق التعافي
طريق التعافي
الحياة فيها أخطاء وعثرات وخسائر وفراق ودموع وخذلان! والصعوبات لا تعني أنك فاشل بل ربما هي طريقك لكي تتميّز وتفكر خارج الصندوق، وتأخذ مناعة ضد ضغوطات الحياة، فالمحن تُعرِّفنا جوانبنا المضيئة، أما إذا عشنا دور المظلومية فلن يتحقق أي شيء وستضيع الفرص من بين أيدينا.
وإن العائق بيننا وبين التعافي هو اتخاذ دور الهجوم وتعليق الأخطاء على كل شيء ما عدا أنفسنا، في حين أن المطلوب هو أن تتعلم مما يجري لك وأن تقيّم حوارك مع ذاتك ومع الآخرين، وتفهم الخلل وتنظر إلى القصة من زوايا أخرى، مع اعتبار أننا لن نتخلّص من الآثار العاطفية خلال يوم وليلة! بل سيكون هناك جهد يبذل لأن التراكمات تملأ قلوبنا والذكريات الحزينة تتوغل بنا وتشكِّل ندوبًا عميقة، لذا أعطِ نفسك المساحة والوقت، وافصل بين الدراما الزائدة وبين جحود مشاعرك حتى تنجو في نهاية المطاف.
ولن يستطيع أحد أن يعطيك وصفة سحرية للتجاوز، ولكنك ستمر بلحظات معيّنة، أولها الاستسلام للحزن وإعطاؤه وقته ثم الثورة على من تسبب لك في ذلك، والغضب الشديد تجاه مشاعرك التي تم استغلالها، بعدها سوف تنتقل إلى التأمل وهنا يأتي دور العقل، بحيث نضع أيدينا على الأسباب ونستوعب الحقائق ونعرف ما بدر منا وبدر من غيرنا، حتى نصل إلى مرحلة الوعي وهي تقبّل الأمر الواقع والوقوف على أقدامنا من جديد، وأخيرًا مرحلة القرارات، أي أننا أصبحنا على وعي تام بما يناسب مشاعرنا وطبيعة حياتنا، والآن مرحبًا بالتعافي وتنظيف الجراح واتخاذ قرارات أكثر جدّية.
ولكن ماذا لو أننا ما زلنا نقاوم علاقة سامّة ولا نعلم هل نرحل أم لا؟ هنا يجب أن تنظر إلى مدى راحتك، فإن عدم الراحة في العلاقة وكثرة الصراعات والتفاني في التبرير واستهلاك المشاعر، علامات تدلّ على موت العلاقة، لأنك إذا لم تكن سعيدًا ومرتاحًا في علاقتك، فأين ستجد الراحة والسعادة؟ وإذا لم تحصل منها على الإشباع فماذا تنتظر؟ أحيانًا نكون أعداءً لأنفسنا إذا قاومنا دون جدوى، فلا قيمة للحب إن لم يحمل لنا المشاعر الدافئة!
الفكرة من كتاب كتاب الحبّ.. أسئلة العلاقات الشائكة التي لا يجيب عنها أحد!
جميعنا نطمح للوصول إلى الحبّ ونعتبره أولوية في حياتنا، فمهما أنكرنا هذا الشيء سنظل نتمناه!
ولكن ما مفهوم الحب الحقيقي؟ لقد غاب عنّا معنى هذا المصطلح وتأثرنا بكثير من المظاهر حولنا بل أصبحنا نهاب ونخاف العلاقات الزوجية، ونرى أنها عبء أكثر من كونها مصدر دفء في الحياة، ولا أخفي عليكم سرًّا، لا توجد قواعد أساسية ومطلقة للحبّ، ولكن هناك علامات وإشارات وشواهد تساعد على تنظيم الحياة التي نطمح إلى أن نعيشها.
مؤلف كتاب كتاب الحبّ.. أسئلة العلاقات الشائكة التي لا يجيب عنها أحد!
حسام مصطفى إبراهيم: كاتب وصحفي ومحرر ومدقق لغوي، تخرج في كلية التربية جامعة المنصورة، وهو عضو اتحاد الكتاب، وصاحب مبادرة اكتب صح لتعليم اللغة العربية منذ 2013، وقد عمل مستشارًا للغة العربية بوزارة البترول سابقًا.
من مؤلفاته: “بتوقيت القاهرة“، و”كتاب التعافي”، و”لولا وجود الحب”.