طريقُك ليس مفروشًا بالورد
طريقُك ليس مفروشًا بالورد
يحكي الكاتب قصة عن طالب ياباني يُدعى “أوساهير”، ذلك الطالب الذي بعثته الحكومة اليابانية للدراسة في ألمانيا لما بدأت اليابان تشق طريقها نحو التقدم، ويحكي “أوساهير” أنه لو اتبع نصائح أساتذته الألمان فقط لما وصل إلى شيء، إذ كان حلمه أن يتعلم كيف يصنع محركًا صغيرًا أثناء دراسته لتخصص الميكانيكا، وبدلًا من أن يتم توجيهه إلى المعامل ومراكز التدريب العملية كان يُكتفى بإعطائه كتبًا لقراءتها، وقد نما علمه بالفعل من هذه الكتب إلا أنه لم يعرف لغز المحرك أو يكتسب خبرة عملية تنتشله من مرحلة التعلم إلى مرحلة الابتكار.
ومع ذلك فلم ييأس أوساهير أو يملُّ، بل إنه دفع راتبه الشهري كله لشراء محرك إيطالي بقوة حصانين، وبدأ بتفكيك المحرك ليجد المغناطيس والأسلاك والأذرع والتروس وغيرها، وبدأ بالاستعانة بمعرفته النظرية لاستذكار وظيفة كل عنصر ورسوم المحركات، وفي خلال ثلاثة أيام مرهقة استطاع أوساهير أخيرًا إعادة تركيبه، ولما بلغ رئيس بعثته بذلك قرر الأخير اختباره بأن أحضر إليه محركًا متعطلًا ليقوم بتفكيكه وكشف العطل وإصلاح الخلل، وبعد عشرة أيام صعبة تمكن أخيرًا من إصلاحه بعد أن استبدل بالقطع المعدنية البالية أخرى سليمة صَنَعها بالمطرقة والمبرد.
لم يكتفِ الطالب الياباني بما وصل إليه، بل كان عليه أن يصنع القطع بنفسه، ولهذا الغرض التحق بمصانع صهر المعادن وتحوَّل إلى عامل ينصت جيدًا للعمال ذوي الخبرة ويخدمهم لكي يساعدوه، ويقول أوساهير إنه قد قضى في هذه الدراسات والتدريبات نحو ثماني سنوات عمل في أغلبها بين عشر وخمس عشرة ساعة يوميًّا، حتى تمكن أخيرًا ومعه مساعد له من صناعة عشرة محركات، وحُملت تلك المحركات ذات الصناعة اليابانية إلى الميكادو “الحاكم الياباني”.
الفكرة من كتاب لا تيأس
سلامٌ على كلِّ مؤمنٍ مُبتلى، سواء أكان ابتلاؤه مرضًا أم فقدانًا لأحد الأحبة والأهل، أم كان فراقًا للأب والأم والإخوةِ أم تدهور الحال وتعثُّر المآل، سلامٌ على من يحاول الصمودَ رغم الظُّلمة الغالبة، أتُدرك أن اللهَ يُحبك ولا ينساك، يبتليك ليُقرِّبك إليه من تيه الدنيا الفانية، يُذكِّرك أنه ليس لك سواه يُعيد إليك نعمةً فقدتها ويرزقك بخيرٍ مما فقدت، ولعلك لا تجد في كلمات المواساة هذه إلا أننا جميعنا بلا استثناء نحتاجها من اللحظة إلى الأخرى، لذا أقول لك: لا تيأس.
يحاول هذا الكتاب أن يُعطيك بذورًا ثمارُها النور، ما بين قصصٍ للنجاح بعد التعثُّر، والفرج بعد الضيق، وما بين كلماتٍ تُربت على قارئها.
مؤلف كتاب لا تيأس
أحمد سالم بادويلان، صحفي سعودي عمل في مجلات وصحف عربية، حاصل على شهادة إدارة الأعمال من جامعة أتلانتك بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، بلغت مؤلفاته نحو 80 كتابًا، ومن أهمها:
موسوعة سين وجيم في الثقافة الإسلامية.
على مسؤوليتي.
خطوة خطوة نحو الهدف.