طريقةُ تعامُلِ الناسِ مع مشاعرهم
طريقةُ تعامُلِ الناسِ مع مشاعرهم
للوهلةِ الأولى، قد يبدو أن مشاعرَنا جليّة، وأننا نكون على وعيٍ بها دائمًا عند ظهورها، ولكن الحقيقةَ عكسَ ذلك، فنادرًا ما نكونُ على درايةٍ بمشاعِرِنَا الحقيقية. والوعيُ العاطفيُ ليس حالة فِطريةً، فيجب أن ندرّبَ أنفُسنا على مراقبةِ عواطفنا.
الوعيُّ الذاتيُّ، معناه أن نكون مُدركين لحالتِنا النفسية، فمثلًا الإنسانُ الغاضِبُ إذا أدركَ أن ما يشعرُ به هو الغضب، فإنّ هذا يُوفّرُ له درجةً كبيرةً من الحريةِ ليختارَ عدمَ طاعةِ هذا الشعور، مما يعطية خَيارَ التخلُّصِ من قبضةِ هذا الغضب.
عادةَ ما يتعاملُ الأشخاصُ مع عواطفِهم بأحدِ الطُرقِ التالية:
١- الوعيُ الذاتي
ويعني فَهمُ الأشخاصِ لحياتِهم العاطفيةِ بشكلٍ جيد، وتكوينِ صورةٍ واضحةٍ حولَ ما يشعرون به. الأشخاصُ الواعونَ بذاتِهم يكونون مستقلين، ويميلون إلى أن يكونوا إيجابيين في الحياة. فمثلًا، عندما يواجهون كآبة، يستطيعونَ التغلُّبَ عليها بسُهُولة نِسبية.
٢- الانغماسُ بالعواطف
إنّ المنغمسين في عواطفهم، دائمًا ما يشعرون بأنهم غارقون في هذه العواطف، ويواجهون صعوبةً في استيعابها أو التحكُّمِ فيها. على سبيل المثال، في الحالةِ المِزاجيةِ السيئةِ، نجدُهُم لا يميلون إلى الخروجِ منها، وغالبًا لا يلاحظون ذلك. وكأنّ حالتَهُم النفسيةَ تملكتهُم تماماً. هم أيضاً متقلبو المِزاج، غيرُ مدركين تماماً لمشاعِرِهم، إلى الدرجة التي يضيعون فيها ويتيهون عن أهدافهم إلى حدٍ ما.
٣- التقبُّل للمشاعر
المنغمسون في عواطفهم، يفهمون المشاعرَ التي يشعرون بها، إنهم يميلون لتقبُّلِ حالتِهم النفسية، دون محاولةِ تغييرها.
الفكرة من كتاب الذكاءُ العاطفي
في كتاب الذكاءِ العاطفي، يؤكد دانيال جوليمان أن الذكاءَ المنطقي ليس كلَّ شيء؛ فقد يفشَلُ الشخصُ الذي يتمتعُ بمستوىَ ذكاءٍ مُرتفع، و يَخْفِقُ في حياته، نتيجةَ عدمِ سيطرتِهِ على انفعالاته.
المِقياسُ الذي يفضِّلُ جوليمان استخدامَهُ في قياسِ النجاحِ في الحياة، هو الذكاء العاطفي، وهو القدرةُ على التعرُّف على شعورنا تجاه أنفسِنا وتجاه الآخرين.
مؤلف كتاب الذكاءُ العاطفي
دانييل جولمان عالم نفسي وكاتب بارع. خلال حياته المهنية الطويلة؛ حصل على العديد من الجوائز، وتم ترشيحه لجائزة بوليتزر مرتين.تغطي منشوراته مجموعة واسعة من الموضوعات التي تتراوح بين التأمل والإيكولوجيا، وتركز أغلب كتاباته على الروابط المتداخلة بين العاطفة والأداء والقيادة.