طرق للتفكير
طرق للتفكير
التفكير أنواع مختلفة ومستويات تختلف باختلاف الحالة والموضوع والظروف المصاحبة والعقلية، وحتى نتمكَّن من تنشئة أجيال مرنة فكريًّا قادرة على التعاطي مع كل جوانب الحياة ومتطلَّباتها المختلفة باستراتيجيات متنوِّعة وفعالة،لابد من إلقاء نظرة خاطفة على عدد لا بأس به من أنواع التفكير وطرقه،وغالبًا مجريات الواقع والأحداث والتطلعات إلى المستقبل عادة هي التي تتحكَّم في طرق التفكير،أو بمعنى آخر ينبغي علينا أن نجتهد في توظيف قدراتنا الفكرية داخل مسارات تتماشى مع الواقع وتحاكي آمال المستقبل.
فالتفكير الإبداعي القائم على نشاطات ذهنية منظمة تقود إلى نتائج أصيلة وجادة يحرك عجلة النهضة والتغير في أي أمة من الأمم،ويستحيل تحقُّقه دون تفكير إيجابي يبتعد عن السوداوية وخطابات التثبيط،ويركِّز على العمل وعلى الجوانب الإيجابية نائيًا بنفسه عن الخيالات الحالمة، كما أن الارتكاز على الحقائق الملموسة والماثلة للعيان أكثر ما يميِّز التفكير الواقعي،وتملك أدوات النقد القادرة على التقويم والتصحيح والتبصُّر بالموقف الصحيح لهذا يعتبر التفكير النقدي من أهم أنواع التفكير مركزية،ليأتي من بعد ذلك دور التفكير الموضوعي الذي يقف من الحقائق موقف الدقة والوضوح.
وفي ظل تنوُّع هذه الطرق يمكننا منح الأجيال القادمة مناهج متنوِّعة للتفكير تساعدهم على استقراء الواقع وتلمُّس سبل النجاة ووضع اليد على أسباب الفشل واستخلاص مقومات الخلاص لجعلهم أكثر واقعية وموضوعية وإبداع وابتكار على حد سواء.
الفكرة من كتاب تأسيس عقلية الطفل
أهداف التربية في الأساس تتمحور حول تنشئة وإخراج جيل يخاف الله ويتبع هدي نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم).
إنه جيل يستحضر قيمة رسالته وموقعه من التاريخ بحافزية عالية ومسؤولية حاضرة،وهذا مما لا يتسنَّى تحقيقه إلا في داخل أطر عملية تربوية طويلة المدى يحتاج فيها المربي نفسه إلى تمثُّل القيم والأفكار الصحيحة في أسلوبه وممارساته، حيث تتجلَّى فيه هذه القيم للطفل درسًا عمليًّا ومثالًا قريبًا بعيدًا عن التنظير والتوجيهات الفارغة،وأن يكون المربي على علم واطلاع كافيين بعدد لا بأس به من المفاهيم التي تتصل بشتى جوانب الحياة لتكون توجيهاته وإرشاداته أكثر تفهُّمًا للظروف والوقائع، ومن هذا المنطلق قدَّم المؤلف كتابه تلبيةً لما يراه من التحقُّق في عقلية المُربي وسلوكه.
مؤلف كتاب تأسيس عقلية الطفل
عبد الكريم بكَّار مفكر وكاتب سوري الجنسية من مواليد 1951 ميلادية، مهتم بمجالات التربية والفكر الإسلامي وقضايا النهضة، متحصِّل على بكالوريوس وماجستير في اللغة العربية من جامعة الأزهر إلى جانب دراسته لأصول اللغة وعلوم الفلسفة، كما أنه اشتغل بتدريس اللغويات ودلالة الألفاظ وعلوم اللغة العربية وعلوم القرآن.
يمتلك أكثر من ثلاثين مؤلفًا، ومنها: “فصول في التفكير الموضوعي”، و”مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي”، و”نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”من أجل انطلاقة حضارية شاملة”.