طرق شفاء النفس، وفهم تكامل الشخصية
طرق شفاء النفس، وفهم تكامل الشخصية
طريق شفاء النفس، يمر بثلاث خطوات:
أولها تنظيف المدخنة أو كما يعرف بالتطهير؛ يحاول المريض أن يحكي عن قصصه، ويعبر عن كل آلامه ومخاوفه، ومهمة المعالج هنا أن يصغى باهتمام وعطف دون إصدار أي حكم، ولا يتوقف الأمر على الحكايات الظاهرة، بل يرجع إلى المنسي منها، وبخاصة ذكريات الطفولة.
يأتي بعد ذلك الاستبصار، فيبدأ المعالج في مساعدة المريض على استبصار حالته، وفهم ما يمر به، فيشرح المعالج للمريض كيف نشأت تلك الانحرافات والعوامل التي ساعدت على وجودها، فهو يزيد وعيه بما يمر به، ويريه كيف تتفاعل دوافعه وميوله فيما بينها، وينتهي الطريق مع مساعدة المريض على إعادة تكامل شخصيته.
المعالج هنا يدرب الشخص ويعلمه الأمور التالية: مقاومة الاندفاع والتهور، كذلك مساعدته على وضع خطة واضحة في ظروف الانفعال السريع والعنف، ويساعده على اكتساب القدرة على التحليل والنظر في المواقف، وتقوية قدراته على التحليل في كشف دوافعه ورغباته الشخصية، والبحث في ما يهدد دوافعه سواء كان شيئًا خارجيًّا كالبيئة أو ذاتيًّا كالشعور بالدونية والتقصير، ويساعده المعالج على اكتساب عادات عقلية، كعادة التبصر في عواقب الأمور قبل وقوعها أو الشروع فيها، ثم أخيرًا يساعده على إدراك الواقع كما هو في اللحظة الراهنة.
ولا بد من فهم أن الشخصية الإنسانية كلٌّ متكامل، وإزالة الأعراض دون تقويم الشخصية والسعي لتكاملها لا يعتبر علاجًا؛ العلاج الوحيد يكون بإعادة تكامل الشخصية في كل نواحيها. من أجل ذلك، لا بد من تعديل شخصية المريض، ولا بد من العمل على بيئته وتعديلها، ولأجل شفاء الإنسان لا بد أن يسعى لتحقيق التكامل في مراتبه الثلاثة: البيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية. ويقصد بالتكامل التضامن بين مختلف الوظائف وتنظيمها، بحيث يتزن السلوك وينسجم بعضه مع بعض، وسعادة الإنسان تقوم في أتم صورها على تضامن تلك الوظائف البيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية.
الفكرة من كتاب شفاء النفس
لقد فقدنا قدرتنا على التعرف على السعادة والوصول إليها، فلم يخطُ الإنسان في نفسه، بقدر ما خطا وتحرك في الكون من حوله، ولمّا كان هذا.. جلبت لنا الحضارة والتحديث الكثير من الأمراض، وإن من أهم تلك الأمراض أن الإنسان أصبح تائهًا في الحياة، لا يدرك نفسه، ولا يدرك من حوله، كذلك فقد قدرته على أن يحيا ويعيش بهناء وسعادة.
يتناول كتابنا توضيح مشكلة السعادة، ثم يتناول أعراض فقدنا لتلك السعادة، من استفحال الأمراض النفسية والخلقية في الإنسان، فكيف نشأت تلك الأمراض؟ وما تأثير البيئة في نشوئها؟ وما طرق العلاج وأهم مدارس العلاج النفسي؟ وما سبيل شفاء النفس في عصرنا الحديث؟
مؤلف كتاب شفاء النفس
يوسف مراد: أبرز علماء النفس العرب، فهو الفيلسوف والمنظر للمذهب التكاملي في علم النفس. وقد تخرج في قسم الفلسفة بكلية الآداب عام ١٩٣٠م، وسافر عام ١٩٣١ إلى فرنسا، وحصل على شهادة الدراسات العليا، ثم في عام ١٩٤٠ حصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف من فرنسا، عاد إلى مصر وكان أول من درس علم النفس باللغة العربية لأول مرة في الكلية.
كتب العديد من المؤلفات منها: سيكولوجية الجنس، دراسات في التكامل النفسي، شفاء النفس.