طرق القادة في الإقناع
طرق القادة في الإقناع
الأفراد لا بدَّ لهم من رؤوس، حيث تتصارع إرادات الأفراد المختلفة لا شعوريًّا جراء اجتماعهم فتُسلب منهم جميعًا رويدًا رويدًا، ومن هنا تتجه الأعناق نحو الانضواء تحت إدارة واحدة، وتلعب عوامل عدة في تحديد القادة كالكاريزما الشخصية، وقوة الاعتقاد – سواء كان صحيحًا أم فاسدًا – التي عادةً ما تظهر في تأثير أقوالهم التي تجذب النفوس، ما يكسبهم نفوذًا يجعل الباقين يندفعون بفطرتهم للانضمام تحت لوائهم.
يستخدم القادة بعض الأدوات في مخاطبة جماعتهم، منها التوكيد فكلما تعددت صيغ التوكيد لبثٍِّ الأفكار والاعتقادات أوهم ذلك بصحة الفكرة ولزوم قبولها حتى وإن كانت مجردة عن الأدلة والبراهين لأن الخطاب هنا لمحاصرة اللاشعور وليس للعقل، وأيضًا هناك التكرار الذي يعمل على إضعاف المناعة المضادة للفكرة شيئًا فشيئًا حتى تخور قوى المقاومة الفكرية في النهاية، فقوة التكرار إنما ترجع في النهاية إلى نفاذها لمنطقة اللاشعور، ومتى انطبعت الفكرة في اللاشعور فرضت سلطانها تلقائيًّا على الذات الشعورية، ومتى عمل كلٌّ من التوكيد والتكرار أثره في الأفراد -ولو على الأمد البعيد- ظهر هنا دور العدوى في توسيع رقعة التأثير واقتياد أفراد آخرين إلى حظيرة نفوذ القائد، ويدخل التقليد كأحد أساليب العدوى، فالأفراد قد تأسرهم شخصية ما فيعمدون إلى تقليدها ولو كان ذلك لا شعوريًّا.
كما يعد النفوذ هو عدة القائد وعتاده، فباقي حيل الإقناع راجعة إليه، فهو يشتمل على مزيج من الإعجاب والسلطة والاحترام، وهو إما أن يكون مكتسبًا جراء عرَض مؤقت، أو شخصيًّا ينطلق من الذات، لذا يكتسب نوعًا ما من الديمومة.
الفكرة من كتاب روح الاجتماع
إن الإنسان مدنِي بطبعه، فهو لا يستطيع العيش بمفرده، لذا يضطر إلى الانتظام في جماعات من أجل تأمين احتياجاته المادية والمعنوية على السواء، من هنا كانت الجماعات في حد ذاتها ضرورة..
يسلك الكاتب في هذا الكتاب مسلكًا يرتكز على القواعد العلمية، في دراسة أحوال الجماعات وسبر أغوارها، وكيف تتشكَّل نظرتها إلى الواقع المحيط، كما يدلف إلى قانونها النفسي والعوامل التي تحدِّد قالبها الفكري والشاعري.
مؤلف كتاب روح الاجتماع
غوستاف لوبون Gustave Le Bon: طبيب ومؤرخ فرنسي، يعدُّ من أشهر المؤرخين الغربيين الذين اهتموا بدراسة الحضارات الشرقية والعربية والإسلامية، وُلد في مقاطعة نوجيه لوروترو، بفرنسا عام ١٨٤١م، ودرس الطب، وقام بجولة في أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، واهتم بالطب النفسي وأنتج فيه مجموعة من الأبحاث المؤثرة عن سلوك الجماعة، والثقافة الشعبية، ووسائل التأثير في الجموع، مما جعل من أبحاثه مرجعًا أساسيًّا في علم النفس، توفي في ولاية مارنيه لاكوكيه، بفرنسا 1931م.
من أهم مؤلفاته:
حضارة العرب.
سيكولوجية الجماهير.
السنن النفسية لتطور الأمم.
روح الثورات والثورة الفرنسية.