طرق العلاج
طرق العلاج
تتنوع أساليب العلاج تبعًا لتنوُّع أسباب هذا الاضطراب، فكما قلنا منها ما يتعلَّق بالمخ أو بالوراثة، أو الظروف البيئية المحيطة، وأن هذا الاضطراب غالبًا ما يصاحبه اضطرابات أخرى سواء كانت سلوكية، أو انفعالية، أو تعليمية، لذلك فإن علاج هذا الاضطراب لا ينبغي أن يعتمد على طريقة علاجية واحدة، وهناك عدد من الطرق العلاجية التي تستخدم في علاج هذا الاضطراب أهمها العلاج الطبي بالعقاقير، ومن هذه العقاقير ما أثبت فاعليته في إعادة التوازن الكيميائي إلى القواعد الكيميائية بالمخ مثل “الميثا يلفينديت”، ويعرف تجاريًّا باسم “ريتالين”، غير أن العلاج الطبي لا يكون فعالًا مع جميع الحالات، حيث نجد أن بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لأسباب تتعلق بالمخ لا يستجيبون للعلاج الكيميائي، لذلك تتنوع الأساليب العلاجية بحيث إذا لم يظهر تأثير لأحدها فقد يظهر تأثير للآخر، أو تتعاون هذه الأساليب العلاجية لكي تعالج كل طريقة ما يخصها، سواء كانت سلوكية أو نفسية أو تعليمية.
أضف إلى ذلك أن اضطراب الانتباه يجعل الطفل -وكذلك والديه- عرضة لبعض الاضطرابات الانفعالية، فالطفل حين يقوم ببعض السلوكيات غير المقبولة تضطرب علاقته الاجتماعية مع المحيطين به، ومحصِّلة ذلك أن يشعر بالفشل والقلق والاكتئاب، أما بالنسبة للوالدين فالبعض منهم يعتقد أنه هو السبب في إصابة طفله، لذلك يشعر بالذنب، كما أن السلوكيات التي يقوم بها الطفل قد تسبِّب لهما ضغوطًا نفسية، ومن هنا كان العلاج النفسي حلًّا إما للطفل وإما للوالدين بتوجيههما وتقديم المعلومات عن هذا الاضطراب وكيفية التعامل معه، والعلاج السلوكي يكون بأن يقوم المعالج بتحديد السلوكيات غير المرغوبة واستبدالها بسلوكيات مرغوبة، وتدريب الطفل عليها، وعادةً يستخدم التعزيز الإيجابي مع العلاج السلوكي عن طريق مكافأة الطفل إما ماديًّا ببعض النقود أو الحلوى، وإما معنويًّا بتقبيله ومداعبته، ويكون التعزيز مباشرةً عقب السلوك المراد تعزيزه.
ويكون العلاج التربوي للطفل الذي يعاني اضطراب الانتباه ولديه صعوبات تعلم فإنه في هذه الحالة بحاجة إلى خطة تعليمية خاصة، حيث يجب أن تكون الحجرة الدراسية مجهزة بعيدًا عن الضوضاء والمؤثرات الخارجية التي تشتِّت الانتباه السمعي لدى الطفل، كما يجب أن تكون جيدة الإضاءة والتهوية، وأن تكون مريحة له مع التنويع في طرق التدريس لئلا يصاب بالملل.
الفكرة من كتاب اضطراب الانتباه لدى الأطفال
يعد اضطراب الانتباه من الاضطرابات الشائعة بين الأطفال، وعلى الرغم من ذلك فإن كثيرًا من الآباء والمعلمين ليس لديهم معلومات كافية عن هذا الاضطراب، ولذلك فإنهم يصنِّفون الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بأنهم عدوانيون ومندفعون وكثيرو الحركة، أو يعانون صعوبات تعلم أو تأخرًا دراسيًّا، ولذا كان هدف هذا الكتاب تقديم المعلومات الأساسية والضرورية بصورة مبسطة عن هذا الاضطراب، ومعرفة ما أسبابه؟ وما أعراضه؟ وما الاضطرابات والمشكلات التي تصاحبه؟ وما طرق علاجه؟
مؤلف كتاب اضطراب الانتباه لدى الأطفال
الدكتور السيد علي سيد أحمد: عضو هيئة تدريس بقسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي ومدير مركز الإرشاد النفسي جامعة عين شمس.
الدكتورة فائقة محمد بدر: تخرجت في كلية التربية، جامعة عين شمس، وحصلت على درجة الدكتوراه سنة 1985 في علم النفس التعليمي، وهي أستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملك عبد العزيز في جدة.
صدرت لهما معاً عدة كتب وأبحاث مثل: “الإدراك الحسي والبصري والسمعي”، و”الفروق الفردية”.