طرق التخلُّص من الضغوط والتوتر
طرق التخلُّص من الضغوط والتوتر
تخيل أن لديك قارب تجديف صغيرًا به ثقب بالمنتصف، تسرَّب منه مقدار ست بوصات من المياه في قاع القارب، كيف ستحافظ على منع القارب من الغرق؟ هناك ثلاث طرق للتعامل مع المشكلة، الأولى: إزاحة المياه، وإن لم يتم إغلاق الثقب، فسوف تستمر في إزاحة المياه دون إحراز أي تقدم، والثانية: غلق الثقب دون إزاحة المياه فتظل المياه موجودة، والثالثة: إغلاق الثقب وإزاحة المياه معًا، وعندما ننظر إلى المثال على أن المياه المتسربة هي التوترات، ستجد أن أفضل طريقة للتعامل مع الضغوط هي: إزالة المياه الموجودة بالفعل؛ أي التوترات، وإغلاق الثقب الذي تسبَّب في تسرب المياه، أي التخلص من المصدر المسبب لتلك التوترات، وهذه من أنجح طرق التخلص من توتر مقر العمل.
ويمكن للشركات والمديرين التقليل من الضغوط في مقر العمل بعدة طرق منها: الاعتراف بالمشكلة، والإقرار بأن ضغوط العمل مشكلة حقيقية تؤثر في الإنتاجية، ومنها أيضًا إدارة حجم أعباء العمل، فإن كان طاقمك يواجه صعوبة في مواكبة الطلبات والمشروعات الحالية، فبإمكانك تقليل أعباء العمل أو مساعدتهم، أو توظيف المزيد من الموظفين، وامنَح الموظفين الموارد التي يحتاجون إليها، وعلى الشركات أن تتوقف عن النظر إلى الموظفين الجدد على أنهم عبء، بقدر ما هم استثمار، ويجب أن تكون هذه الإجراءات التي تتبعها الشركات، إجراءات استباقية، لا برامج متفاعلة، لا يحصل عليها الموظفون إلا بعد أن يصابوا بالإرهاق والتوتر بالفعل.
نحن في عصر المعلومات واقتصاد المعرفة، فجميع الشركات المتنافسة ترغب بالفوز، ولكن قلة قليلة منهم تحصل عليه، ولذا يجب أن يكون الهدف في جميع أماكن العمل هو: خلق البيئة والظروف المناسبة التي يستطيع في ظلها كل موظف بذل قصارى جهده، وتعزيزه مع مرور الوقت، وإذا أتيحت هذه الفرصة للجميع فستصبح مؤسستك مكانًا سعيدًا، وستتحَسَّن الإنتاجية كثيرًا.
الفكرة من كتاب هل يقتلك العمل؟
من يديرون المؤسسات لا ينفكُّون عن رفع وتأجيج مستويات التوتر لدى موظفيهم، وهذا ينعكس بالسلب على إنتاجية العمل، وعلى الموظفين أنفسهم، فهذه ليست مشكلة مقر عمل فحسب، بل هي مسألة صحة عامة لأنها تؤثر في أناس كُثر خارج محيط العمل.
ولخطورة توتر العمل كان هذا الكتاب بمثابة جرس إنذار، ودعوة للتغيير، وهو دليل علمي مفصل للبدء في عملية تقليل الضغوط في مكان العمل، وتشجيع الناس على التحدث، والتعبير عن آرائهم، ومقاومة التوتر المفرط في مقر العمل، والقضاء عليه من خلال توفير حلول عملية، وتقنيات سهلة للتكيف مع توتر العمل.
كما أوضح الكاتب الأدوات اللازمة لمنع الإضرار بمواردنا الأكثر قيمة ألا وهي أنفسنا، وكذلك قام بحصر المشاكل التي تُسهم في الإنهاك، وانخفاض الإنتاجية، وهي: الحجم، والسرعة، وسوء المعاملة، ووضَّح طرقًا فعالة للتعامل معها، من خلال خبراته السابقة.
مؤلف كتاب هل يقتلك العمل؟
ديفيد بوزِين: طبيب، ومحاضر، وكاتب، تخرَّج في كلية الطب بجامعة تورنتو عام 1967، وفي عام 1985 تخلَّى عن ممارسة الطب، وكرَّس حياته ووقته لتقديم المشورة بشأن الحياة والعلاج النفسي، ولمساعدة الناس في التعامل مع الإجهاد والتوتر الناتج عن ضغوط العمل، وهو صاحب الكتاب الأكثر مبيعًا “The Little Book Of Stress | الكتاب الصغير لتخفيف التوتر” الذي تمَّت ترجمته إلى ست لغات، كما يظهر الكاتب على التلفاز، وفي الإذاعة على الصعيد الوطني.
ومن أهم مؤلفاته:
The Little Book Of Stress.
Always Change a Losing Game.
Staying Afloat When The Water Gets Rough.