طرق الإلقاء المتميز
طرق الإلقاء المتميز
يعتبر أسلوب الإلقاء من أكثر العوامل قوة في تقديم الحجج القوية، وإقناع الجمهور والحكام على حدٍّ سواء، والإلقاء الجيد يقوم على نقل معلومات المتحدث ومشاعره عن طريق الخطاب إلى المتلقي، ويسهم في إيصال الرسالة بشكل فعَّال، ولجعل أسلوب إلقائنا متميزًا يجب الاعتماد على عدَّة عناصر، أولها خاص بلغة الحديث، في البداية نحن نستخدم اللغة العربية الفصحى بالمناظرات، لسهولة فهمها بين جميع المتناظرين وإن كانوا من بلاد عربية مختلفة.
ويتسم أسلوب التحدث الواضح بسهولة فهمه دون غموض أو لبس لدى المستمع، والقدرة على التعبير عن القضايا المعقدة بشكل موجز وبليغ، وكذلك الابتعاد قدر الإمكان عن فقدان تسلسل الأفكار والإكثار من الحشو والعبارات الفرعية.
وعلى المتناظر أن يتحدث بطلاقة، أي أن يحاول تجنب التلعثم أو التأتأة، ويحاول استعمال اللغة التصويرية من أساليب المجاز والتشبيه والتجسيم.
ومن الأمور الفعالة أيضًا استخدام المؤثرات اللفظية، مثل استخدام السجع والجناس والطباق، كذلك الأساليب الإنشائية كالاستفهام والنداء، وغيرهما.
وثاني تلك العناصر التي يعتمد عليها أسلوب الإلقاء هو الأداء الصوتي، فيتحدث المتناظر بصوت واضح ومسموع ليس مرتفعًا لدرجة الصراخ أو منخفضًا لدرجة عدم القدرة على سماعه من الأساس، وينوع في درجته عند مواضع مختلفة، حتى يُبعد عن المستمع الملل والرتابة، كما أن تنوع نبرات الصوت لها أثر متميز في التأثير وإقناع المستمعين، ويجب على المتناظر أن يعتني بمواضع الوقف والوصل في خطابه وينوع في سرعة إلقائه.
وثالث العناصر الهامة في أسلوب الإلقاء الأداء الحركي، فللإيماءات والإشارات دور هام في إيصال الأفكار وتحريك مشاعر الجمهور، شرط ألا تكون متكلفة، وعلى النقيض لا يفضل أن يكون المتناظر متجمدًا بمكانه، فطريقة الوقوف تدل على مدى الثقة بالنفس، مع مراعاة توزيع النظرات على جميع الحاضرين، وتجنب النظر إلى الفراغ أو التحديق بشخص ما بشكل مباشر ومستمر، ومن المفيد أيضًا الاهتمام بالنظر إلى المستمعين المؤيدين، وتفادي النظر إلى المعارضين.
وآخر عنصر هام هو استخدام روح الدعابة، لقدرتها على جذب انتباه الجمهور والتخلص من بعض الملل إذا استخدمت بالشكل الصحيح الذي يخلو من الابتذال، ويفضل استخدامها عند دحض حجج الخصوم.
الفكرة من كتاب المَدخل إلى فن المُناظرة
قد يظن البعض إثر مُشاهدته لبعض البرامج التلفزيونية أن المناظرة هي طريقة للمُشاجرة بين المثقفين!
ولكنها في الحقيقة من أبلغ أساليب الحوار في الإقناع العقلي والمنطقي، فَقَد استعملها القرآن الكريم في إقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى، واستخدمها الأنبياء مع أقوامهم للوصول إلى الحق.
والمناظرة من أهم الوسائل التي يتجلى بها أثر الكلمة واللغة الخطابية في ترسيخ قيم المناقشات وأهدافها.
فما هو فن المناظرة؟ وما تاريخها؟ وكيف تُقام المناظرات بالمدارس والجامعات؟ وما هي معايير التحكيم؟ وكيف تجعل فريقك يفوز في المناظرة؟ سنتعرَّف إجابات هذه الأسئلة مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب المَدخل إلى فن المُناظرة
عبد اللطيف سلامي: هو أستاذ باحث مساعد في معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية في جامعة قطر، له عدد من الأبحاث والمقالات التي تهتم بالقضايا التعليمية والاجتماعية.