طرائق العلاج
طرائق العلاج
عقب ظهور الأعراض الإكلينيكية لمرض الفُصام وتشخيص الطبيب للحالة المرضية، تبدأ رحلة مريض الفُصام في محاولة التعافي والشفاء، وتبدأ هذه الرحلة العلاجية باختيار الطبيب بين إمكانية معالجة المريض في العيادة أو طلب إدخاله أحد المستشفيات النفسية حسب ما تقتضيه حالة المريض.
ويعتمد العلاج في العيادة النفسية على عنصرين رئيسين: العلاج النفسي، والعلاج الدوائي. ورحلة العلاج النفسي يبدؤها الطبيب بمحاولة إقامة علاقةٍ شخصيةٍ مع المريض وإقناعه بمحاولة تقديم المساعدة إليه، ويبدأ الطبيب بعد ذلك في جمع المعلومات حول حياة الشخص المصاب لمحاولة معرفة الأسباب التي لها دورٌ في الإصابة بالمرض. وتعتمد أحد أبرز الآليات التي يستخدمها الطبيب النفسي في علاج مريض الفُصام على تعريف المريض العمليات النفسية التي تحدث له في أثناء تفكيره، والعمل على زيادة وعيه بطبيعة الأعراض التي تحدث له، فعن طريق معرفة المريض بما يحدث بداخله يصبح أكثر قدرة على التعامل مع المرض والتغلب عليه.
ولأن العلاج النفسي وحده ربما لا يكفي، يشيع استخدام العلاج الدوائي بجانبه، وكثيرًا ما يُعتمَد على العلاج الدوائي بمفرده في الحالات التي لا تتوافر فيها إمكانية تقديم العلاج النفسي الكافي، وعلى الرغم من أن عمل العلاج الدوائي يقتصر فقط على معالجة الأعراض، فإنه لا غنى عنه في عديد من الحالات نتيجةً لما يؤديه تقليلُ الأعراض من مزايا تجعل المريض أقل انشغالًا بالمرض، وأكثر قدرة على إقامة علاقات مع الآخرين، وممارسة الحياة بصورة طبيعية.
وبالإضافة إلى فاعلية العلاج في العيادة النفسية، فإن الإقامة في أحد المستشفيات النفسية له مزايا عديدة تجعله يمثل خيارًا أفضل لعديد من الحالات، فعن طريق الإقامة في المستشفى يمكن تلبية احتياجات المريض وحمايته، وإبعاده عن البيئة المرضية، والمتابعة الطبية المستمرة، وتقليل العبء على الأسرة والأصدقاء.
الفكرة من كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
يمثلُ الفُصامُ أحد الأمراض النفسية الهامة بسبب تداخل أعراضه، وما ينشأ عنه من تغيرٍ عميقٍ في نمط تفكير الشخص المصاب ومشاعره وسلوكه، وهو ما يجعل مريض الفُصام شخصيةً تستعصي على فَهم الكثيرين، وعلى الرغم من أن الهدف الرئيس من الكتاب هو زيادة الوعي لدى الأشخاص بطبيعة مرض الفُصام، إذ تمثل زيادة الوعي بطبيعة المرض أحد أهم السبل لمساعدة الشخص المصاب من قِبَل المحيطين به، فهو أيضًا يُقدم إلينا فرصةً للتعمق داخل النفس البشرية، إذ تساعدنا دراسة المرض النفسي على معرفة خبايا النفس البشرية بمثل المساعدة التي تقدمها إلينا دراسة النفس البشرية السوية.
يقدم إلينا هذا الكتاب بشكل موجز المعلومات الرئيسة التي تتعلق بمرض الفُصام، كطبيعة المرض وأهم الأعراض التي يعانيها الشخص المصاب، كما يحتوي على أهم سبل مساعدة الشخص المصاب بالفُصام وسبل الوقاية من الإصابة بالمرض.
مؤلف كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
سيلفانو أريتي: طبيب ومحلل نفسي مرموق، عمل أستاذًا للطب النفسي الإكلينيكي بكلية الطب بنيويورك، كما عمل رئيس تحرير لموسوعة الطب النفسي الأمريكية، له عديد من الدراسات التي تتعلق بمرض الفُصام كما حصل على عديد من الجوائز العلمية نتيجة لإسهاماته المتميزة في فهم المرض وطرائق علاجه.
من مؤلفاته الأخرى:
Creativity: The Magic Synthesis.
The Parnas: A Scene from the Holocaust.
معلومات عن المترجم:
د. عاطف أحمد: طبيب نفسي وكاتب ومترجم، ترجم عديدًا من الكتب الأخرى من أبرزها كتاب “المخ البشري: مدخل إلى دراسة السيكولوجيا والسلوك”، له عدة مؤلفات من أبرزها كتابه “نقد العقل الوضعي”.