طبيعة الموجة التشكيكية المعاصرة
طبيعة الموجة التشكيكية المعاصرة
قبل الحديث عن ما هي القضايا التشكيكية التي يتأثر بها الشباب، لا بد أولًا أن نعرف ما هي طبيعة سمات الموجة التشكيكية المعاصرة وما مؤثراتها.. يُمكننا وصف سمات الموجة التشكيكية المعاصرة بأنها هدمية وفوضوية تتمثل في صورة إشكالات واعتراضات مستمرة مصاغة في كلمات وشعارات براقة سهلة الاستخدام دون تقديم رؤية كاملة بديلة، كما أنها لا تعرف سقفًا للأسئلة، فهي تتنقل من استفهامات جريئة وعشوائية عن الإله ثم القدر ثم الرسالة النبوية الشريفة ثم التشريعات الإسلامية وهلم جرّا بلا ارتكاز أو تدرج في مراتب البحث الصحيح.
وبجانب ذلك يتأثر بها الأفراد بشكل خفي، بسبب تداول الشبهات وبثها وعرضها على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، هذا بالتزامن مع ضعف الموانع الاجتماعية كالأسرة والمسجد والمدرسة، وما يزيد خطورتها أنها موجهة إلى أصول الإسلام والثوابت التشريعية، وأخيرًا توافقها مع السلطة الثقافية الغربية الغالبة.
أما مؤثراتها، فيُمكننا تقسيمها إلى نوعين: النوع الأول خارجي مثل شبكات التواصل الاجتماعية والأفلام والروايات ذات الذوق الغربي، وكذلك انتشار الشهوات، بالإضافة إلى التقدم المادي الطاغي للغرب، مما يسهل تقبل أفكارهم وسلوكياتهم الخاطئة.
أما النوع الثاني داخلي، فضعف اليقين والمعاناة من المشكلات النفسية والاجتماعية التي تدفع الفرد إلى الجحود، وكذلك ضعف الجانب التعبدي وأعمال القلوب ومستوى العلم الشرعي، وكذلك ضعف أدوات البحث والمعرفة وغياب الحس النقدي، وأخيرًا انتشار الفراغ الوقتي والذهني والروحي المدمر.
هناك فجوة كبيرة بين الدعاة والشباب تنجم عن قلة التواصل الفعال وعدم الوعي ببيئتهم، كما أننا نفتقر إلى أساليب دعوة متنوعة مؤثرة، ونعاني كذلك من ضيق مساحة الحوار المتاحة وضعف الخطاب الشرعي العقلي المبرهن..
مما يظهر حاجتنا الملحة إلى خطاب ديني مؤثر، يهتم بالخطاب العقلي ذي الأسلوب المناسب الذي يحقق الغرض مقتديًا بالأساليب المتنوعة في القرآن والسنة، ويبين مرتبة العقل وحدوده، مُراعيًا أحوال المخاطبين وتساؤلات الواقع، ويلتزم بالأخلاق الحميدة والموعظة الحسنة، ويجعل دافعه الرغبة الصادقة لهداية الناس.
الفكرة من كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
منذ أن تفتح عينيك صباحًا حتى تنام، فأنت تتعرض لكميات هائلة من المدخلات، يتأثر بها الجميع على مختلف أعمارهم ومستوياتهم العلمية، فعصرنا يمتاز بالسيولة الفكرية الشكاكة والفوضوية والهدامة، ومن أكثر المجالات التي تضررت بتلك الموجات هي الدين، خصوصًا وأن أكبر شريحة متأثرة بما في وسائل التواصل الاجتماعية هم المراهقون والشباب، ولا يخفى على أحد مدى أهمية تلك الشريحة العمرية في مجال الدعوة والبذل والعطاء وتحمل المسؤولية نحو دينهم.
سيساعدنا الكتاب على بناء منهجية شرعية فكرية تقي من الشبهات المتراكمة وتعالجها، بل وتضع أسسًا لكيفية جدال الملحدين أو المشككين وبناء الأصول والثوابت لتعزيز اليقين بالإسلام، كمعرفة دلائل إثبات وجود الله تعالى وكمال صفاته، وبراهين النبوة والقرآن الكريم، والرد على شبهات فكرية معاصرة عديدة مثل حجية السنة والإجماع وظلم الإسلام للمرأة وقضية الحرية.
مؤلف كتاب سابغات: كيف نتعامل مع الشبهات الفكرية المعاصرة
أحمد بن يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع بالسعودية، اهتم في صغره بطلب العلم الشرعي فحفظ القرآن في سن العاشرة بجانب بعض المتون العلمية الأخرى، سافر إلى المدينة المنورة ليكمل دراسته الجامعية، وحصل فيها على البكالوريوس من الجامعة الإسلامية.
اهتم بالقضايا الفكرية المعاصرة وعلم الحديث، وأسس عدة مشروعات لتسهيل دراسة العلوم الشرعية، كالبناء المنهجي والفكري وتسهيل السنة وبرامج أخرى لرد الشبهات، مثل صناعة المحاور، وله عدة مؤلفات أشهرها: “أفي السنة شك” و”أصول الخطأ في الشبهات المثارة ضد الإسلام وثوابته”.