طبيعة الطفل
طبيعة الطفل
من المهم أن يفهم المربي طبيعة أطفاله ليحسن التعامل معهم، فالطفل يبحث عن اللذة السريعة ويكره كل ما يسبِّب له الألم، فاللعب بالماء والطين يشعره بالسعادة واللذة، وزجره يشعره بالألم هذا كل ما يدركه عن الأمر، لذا علينا الترفُّق بالطفل عند منعه عما يؤذيه والتجاوز عما لا يضر، وبمرور الوقت يدرك الطفل عواقب الحصول على اللذة الضارة له أو لغيره ويبدأ في مقاومة رغبته في الاستمتاع والتحكم فيها، لذا وعلى الرغم من أن استخدام الثواب للطفل على ما يحرز مهم جدًّا، فإنه ينبغي ألا يُعلَّق الفعل الحسن على الثواب، حتى لا يتحول إلى رشوة أو يظن أنه يجب أن يحصل على مكافأة كلما أحسن، بل يفهم أن الواجب هو أن نحسن التصرف.
أيضًا من طبيعة الأطفال التخريب، ويجدون في ذلك متعة هائلة، وهم يفعلون ذلك حبًّا في الاستكشاف والتجربة، فهو يريد أن يعرف ما بداخل اللعبة فيكسرها، أو يريد أن يعرف ما سيحصل عندما يضعها في الماء وهكذا، وأحيانًا يكون التخريب لغضب مكبوت بداخله، أو لفتًا لانتباه والديه، لذا من المهم أن يدرك الآباء السبب ليتصرفوا على أساسه، ولا بأس أن يدعوا لهم فرصة التخريب في أشياء غير مستخدمة ولا يخشى عليها، وتوجيه طاقتهم للتخريب نحو إصلاح ما خربوه من جديد والاستفادة منه.
ومن طبيعة الطفل الغيرة، لذا من المهم التمهيد الجيد للمولود الجديد، وإشراكه في بعض مهام الصغير بدعوى المحبة، وعدم معاقبته بشدة إذا أساء إلى أخيه، ومنحه الحب والاهتمام الكافيين وعدم إهماله بسبب المولود الجديد، إضافةً إلى ضرورة العدل بين الأبناء، وعدم مقارنتهم بعضهم ببعض، فلكلٍّ منهم قدراته واهتماماته ونقاط قوته.
ومن طبيعة الطفل الكذب أحيانًا، وغالبًا لا يدرك أن ما يفعله كذب حتى سن الخامسة، فأحيانًا يخلط بين خياله وبين ما حصل على الحقيقة، ويكون من الخطأ معاقبته على الكذب في تلك السن.
الفكرة من كتاب كيف تصبح أبًا ناجحًا
يفتتح المؤلف كتابه بحديث نبي الله (ﷺ): “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها..”
ولا شك أن جميع الآباء يحبون أبناءهم، ويبذلون كل جهودهم من أجلهم ومن أجل توفير عيش كريم لهم، لكن كثيرًا منهم يغفلون الجانب التربوي والنفسي وينشغلون في دوامة الماديات التي لا تنتهي، غير أن الأولى والأهم والأبقى هو الجانب التربوي والأخلاقي والنفسي، بل هو واجب شرعي على الأب تجاه أبنائه، إذ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، ونحن في زمن كثُرت فيه الفتن، ولبس فيه الباطل ثوب الحق، فكانت مسؤولية الآباء أعظم وأخطر.
ومن هنا أفرد المؤلف كتابه ليبين للآباء أهم ما ينبغي لهم فعله تجاه أبنائهم، وطبيعة الأطفال في مراحلهم الصغيرة، وصفات المربي الناجح.
مؤلف كتاب كيف تصبح أبًا ناجحًا
عادل فتحي عبد الله: كاتب ومؤلف سعودي، مهتم بالجانب الاجتماعي الأسري والتربوي، له عدد من المؤلفات، منها:
احتياطات حتى لا ينحرف الأبناء.
سلسلة أحسن القصص (قصص القرآن للفتيان).
كيف تفكِّر بطريقة علمية.
أخطاء شائعة يقع فيها الأزواج.