طالب الهداية.. طالب القوة
طالب الهداية.. طالب القوة
إن الكثير في عالم الغرب يعيش أزمة يطلقون عليها أزمة عدم اليقين، فالبشر في حالة من الشك والوهم والجهل والاختلاط، وهذه الحالة تعكس في النفس حالة الخوف الشديد من المستقبل، والشعور الدائم بالتهديد، فالأسئلة الكُبرى التي ترد على ذهن الإنسان لا يجد لها إجابة تُطمئنه، فيبقى في حالة من الاضطراب.
وإذا ما تأمَّلنا في بداية سورة البقرة يقول تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ نجد أن تعريف القرآن كتاب لا ريب فيه، فهذا هو ما يبحث عنه كل إنسان، ركن شديد يأوي إليه، ركن ثابت بيقين مُطلق، لا فيه زيغ ولا ريب، فالقرآن يبدأ بالإعلان عن كماله، وهذا التأكيد واليقين يملأ النفس بالطمأنينة والثقة.
فالإنسان بحاجة إلى يقين ليحيا به، وعدم وجود اليقين في النفس يملأها ضعفًا وخوفًا، فالذي يريد الوصول إلى غاية يجب أن يدرك الطريق الصحيح إليها ويدرك ما الغاية التي يريد الوصول إليها؟ وهذا هو أهم ما يُهديه القرآن إلينا: الغاية، فكم من الناس من قضى حياته يعمل لتحقيق غاية ثم اكتشف أنها غاية تافهة، وكم تكون الخسارة عظيمة عندما تنقضي الحياة في عمل من أجل غاية لا تستحق الحياة من أجلها!
فالله سبحانه هو الذي يهدي من يشاء، ولهذا يسأل المسلم كل يوم في صلاته (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، فالذي يريد الهداية لا بدَّ أن يلتزم بمنهج الله، سواء في نفسه أو في غيره، فشرع الله (عز وجل) ومنهجه نزل لصلاح النفس وصلاح العباد، فأن يسعى العبد إلى طلب الهداية لإعمار الأرض وبنائها على مبادئ وأخلاقيات القرآن فقد هُدي إلى الخير الكبير.
إن الهداية هي القوة الحقيقية، فعندما يُهدى الإنسان تتضح الغاية أمام بصيرته، فتكون كل حياته لتحقيق هذه الغاية؛ يقول تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾.
الفكرة من كتاب القرآن مصدر قوَّة الأمة
تتصارع الأمم لتكون هي القوَّة الأولى في العالم، فتوظف الأمَّة كل القوى لتحقيق ذلك المطلب، ولكن بين كُل القوى التي توظفها، هناك قوَّة مركزية حقيقية غائبة عن الأمم، ولا توجد إلا في الأمَّة الإسلامية، وهي القوة التي يبنيها القرآن الكريم على نحو مُميَّز في نفوس المؤمنين العاملين بالقرآن، فالقرآن مصدر القوَّة للأمة وهو الذي سيوحدها مرة أخرى، ويعيد إليها وظيفتها الحضارية ودورها العالمي، وفي هذا الكتاب تمهيد لهذه المرحلة عن طريق تصحيح المفاهيم وإعادة ضبط البوصلة.
مؤلف كتاب القرآن مصدر قوَّة الأمة
سليمان سالم صالح، مصري الجنسية، وُلد سنة 1959 في محافظة شمال سيناء، أستاذ الصحافة والإعلام الدولي بكلية الإعلام جامعة القاهرة، حصل على درجة الدكتوراه في الإعلام، وشغل منصب أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة قطر قسم الإعلام والمعلومات، ثم جامعة الشارقة كلية الاتصال، وحصل على جائزة أفضل بحث علمي عن التلفزيون التعليمي وآفاق المستقبل من جامعة قطر سنة 2006.
من مؤلفاته:
نظريات القيادة
وسائل الإعلام والرأي العام.
وسائل الإعلام وإدارة الصراع العالمي.
الأسس العلمية لإعداد قادة المستقبل.