ضلع أعوج
ضلع أعوج
“استوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه، فإذا ذهبت تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء” حديثٌ ابتُدِئ واختُتِم بأن وصَّى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمرأة، وجاء في بيان محل خلقتها وأوصى ألا يحاول الرجل تغييره، ولا تجد الواحدة من النساء في نفسها شيئًا من الحديث إلا حين يُساق في مشادة كلامية مع أخ أو زوج أو يُذكر انتقاص لها في إقحامٍ لا معنى له.
وعلماء المسلمين يجمعون أن الله خلق آدم أولًا ثم خلق منه حواء، ثم خلق منهما البشر جميعًا، وظاهر الحديث يدل على أن المرأة خلقت من ضلع، ويمكن أن يكون مجازًا يُظهر طبيعتها، وإذا كان في خلق المرأة من ضلع انتقاص ففي خلق الرجل من تراب انتقاص أكبر، فالضلع حيٌّ والتراب جماد والحي أكمل من الميت!
أما علاقة الوصية بالاعوجاج فهي تشبه توصية إحداهن لأختها بطفلها تعتني به يومًا، فقضاء الوقت الطويل مع أحدهم مظنَّة اختلافٍ في أمر أو غياب تكلُّف نظهره مع من لا نجالسهم إلا قليلًا، فالرجل والمرأة حين يسكنان معًا تحت سقف واحد يحتاج كلاهما إلى صبر كثير على الآخر، وأما الاعوجاج فصفة مدح للمرأة لا ذم لها، فهو في الحقيقة استقامةٌ المرأة لمهمتها كالقوس الذي لا يصلح لتأدية مهمته إلا بتقوُّسه واعوجاجه، وكالسنبلة التي لا ينضج عودها ولا يكتمل جمالها إلا بانحنائها، وكالضلع في القفص الصدري لا نجد طبيبًا يجري جراحة تجميلية يُقوِّم بها اعوجاجه لأنه بذلك يفسد قدرته على أداء مهمته، فهو باعوجاجه يحمي القلب ويعيش به الجسد سليمًا معافى، ويقول الشيخ الشعراوي في توضيح معنى من الحديث: “وأعوج ما في المرأة أعلاها؛ يعني: انعطاف صدرها على طفلها وغلبة عاطفتها على عقلها”، ونحن إذا تخيَّلنا الأم رسمنا صورتها منحنية على أبنائها تحنو عليهم وتحميهم، وأما وصف تفكير المرأة أو رأيها بالعوج فلا أساس له من الصحة.
الفكرة من كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الأحاديث النبوية المتعلقة بالمرأة، والتي يُشكَل فهمها عند كثير من الناس، فيناقشها ويحلِّلها بأسلوبٍ علمي متأدِّب، مقنعٍ ومطمئن، يجمع بين الحجة العلمية الرصينة وجوٍّ من الأُلفة واللطف تبثُّه المواقف والحوارات التي ترويها الباحثات.
مؤلف كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
مجموعة من الباحثات المتخصصات في مختلف أبواب الشريعة، انتُدبن واجتمعن ليكتبن هذا الكتاب من واقع علم وخبرة، ويجمعن فيه الأحاديث المشكِلة في قضايا المرأة ليعالجنها، بعد مناقشات في مجموعة “سنتي” التي يُشرف عليها الأستاذ الدكتور خالد بن منصور الدريس والذي اقترح عليهن إعداد الكتاب.
والباحثات هنَّ: الدكتورة أميرة بنت علي الصاعدي، والدكتورة إقبال بنت علي العنزي، وسميحة بنت عبد الله الحمادي، وجنة بنت إبراهيم الشرماني، والدكتورة شيخة بنت عبد الله المطوع، والدكتورة سندس بنت عادل العبيد، والدكتورة نعمات بنت محمد الجعفري، والدكتورة مها بنت منور المطيري، والدكتورة نورة بنت محمد العجمي، ونورة بنت يحيى الذكي، وهناء بنت عبد الله المطوع، والدكتورة وفاء بنت راشد الشبرمي، وهند بنت عبد الله المشرف.