ضلعٌ أعوج
ضلعٌ أعوج
للمرأة طبيعة مختلفة عن طبيعة الرجل، طبيعة تتسم بروحانية أكثر ومشاعر أرقى، ويتسم تكوينها النفسي بالمزيد من العاطفة والحب، ويصر بعض الرجال في كثير من الأحيان على انتقاد المرأة لطبيعتها المفعمة بالمشاعر والأحاسيس، مطالبين بأن تنحِّي مشاعرها جانبًا وأن تتعامل مع الأمور بنفس المنطق والأسلوب الذي يتعامل به الرجل، وحين يطلب الرجل ذلك من المرأة فإنه يطلب منها الشيء المحال؛ لأن الله لم يرد للمرأة أن تكون كما يطلب منها الرجل ولم يهيئها لذلك، هذه الطبيعة هي ما تجعلها إذا تعاملت مع الزوج والأبناء فاضت عليهم بعظيم حبها وحنانها، وزرعت الفرحة في قلوبهم والبسمة على وجوههم، ولم يرد لها الله أن تكون ندًّا لك، فذلك يحول حياتكما إلى نكد مستمر، حين تتناطح الأفكار وحين يصبح للسفينة أكثر من قائد، فلماذا تطالبها أن تغير طبيعتها التي خلقها الله عليها؟ أنت لك طبيعة يحكمها العقل وهي لها طبيعة تغلب عليها العاطفة والحب، وبتكامل عقل الرجل وقلب المرأة تستقيم الحياة وتتوازن الأمور، لذلك جاء في الحديث أن “المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج”، وقد صدر هذا الحديث على سبيل توصية الرجال بالنساء خيرًا، فقد خلقت من ضلع أعوج وطبع المرأة فيه اعوجاج لحكمة إلهية، لذلك أوصى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالإغضاء عما قد يقع منهن من هنَّات، فوجب على الرجال أن يحسنوا إليهن ويعاشروهن بالمعروف، وأن يستمتعوا بهن على عوجهن.
فالمرأة بحاجة إلى أن تعيش كما خلقها الله، وأن يتفهَّم الرجل حقيقة الاختلاف بين تكوينه وتكوينها، فإذا أدرك الرجل هذا الاختلاف فلن يسيطر عليه الغضب في مواقف لا تستحق الغضب، ولن يشعر بالإحباط حين يجد زوجته تخالفه الرأي.
الفكرة من كتاب ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء
إن السعادة الزوجية كالعملة لها وجهان، وجه يمثله الزوج ووجه تمثله الزوجة، فماذا إذا كان أحد وجهي هذه العملة براقًا ساطعًا، بينما كان الوجه الآخر قاتمًا وعابسًا أو كان مشوَّهًا، هل ستصبح هذه العملة ذات قيمة؟ هل بإمكان السعادة أن ترفرف في سماء أسرة يقوم أحد طرفيها بغزل خيوط السعادة، بينما يقوم الطرف الآخر بتمزيق تلك الخيوط كلما نسجت؟ لذلك جاء هذا الكتاب كمحاولة لكشف اللثام عن الأسباب التي تجعل كثيرًا من البيوت في حالة من الفتور والجمود.
في هذا الملخص سنفتح لك صفحات كتاب قلوب وعقول النساء؛ لتقرأ سطورها بعمق، وتتسلل إلى أسرارها برفق، وتكتشف خبايا تفكير النساء وطبيعة مشاعرهن!
مؤلف كتاب ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء
الدكتورة رضا الجنيدي: كاتبة ومتخصصة في مجال الأسرة وداعية إسلامية، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، ودبلومة دراسات إسلامية، مدربة معتمدة من جامعة القاهرة والمركز الكندي لإبراهيم الفقي، لها العديد من المقالات المنشورة والمؤلفات في المجال الأسري والدعوي، مثل: “بارقة أمل”، و”زوجات في مهب الريح”، و”إطلالة على اسم الله الفتاح”، و”إطلالة على اسم الله الجبار”.
ومن المقالات: “كن أبًا ديكتاتوريًّا وافتخر بإنجازاتك”، و”أمواج الابتلاءات تصنعك”، و”إنجازات بسيطة لحياة سعيدة”.