ضعف القسطنطينية أمام الصعود التركي
ضعف القسطنطينية أمام الصعود التركي
في هذه الأثناء ظهرت إمارة قوية يرأسها شخص يُدعى عثمان وتميزت إمارته بامتلاكها الأرضية للتوسع نحو أرض بيتينيا المجاورة، وقد حاول أندرونيك بناء جيش للوقوف في وجه الأتراك، ففي عام 1304م استطاع السيطرة على قسم كبير من آسيا الصغرى لكنه سرعان ما فقده بسبب عصيان الجيش البيزنطي، وظل الوضع يتدهور وتقلَّصت مساحة الإمبراطورية التي أصبحت فقيرة رغم محاولات الأباطرة تحسين الأوضاع، وظل هكذا حتى عام 1347م في عهد يوحنا السادس الذي اتسم عهده بوباء الطاعون الأسود الذي ضرب سكان أوروبا بقسوة خصوصًا القسطنطينية، ثم في عام 1354م مع تولي يوحنا باليولوغوس حصل زلزال أرضي عنيف أسقط أسوار غاليبولي، فاستولى الأتراك على القلعة ثم سيطروا على الدردنيل.
ازدادت قوة الأتراك العثمانيين، ففي عام 1389م انتصروا على خصمهم الأقوى وهم الصرب، وأصبحت الإمبراطورية البيزنطية الضعيفة تتألَّف من أراضٍ منفصلة بعضها عن بعض، وقد تدخَّل العثمانيون في البيت الحاكم حتى إن اعتلاء عرش القسطنطينية كان يتطلَّب موافقتهم الضمنية على الأقل، وفي عام 1394م حاول السلطان بايزيد حصار القسطنطينية لكن شغله قدوم حملة صليبية عام 1396م استطاع صدها، كما أتى في صالح البيزنطيين قدوم غازٍ من آسيا الصغرى يُدعى تيمورلنك سحق جيش بايزيد في أنقرة عام 1402م، مما سبَّب نصف قرن من الهدنة غير المتوقعة للبيزنطيين.
الفكرة من كتاب تاريخ بيزنطية
في يومٍ من الأيام ظهرت إمبراطورية شامخة كانت هي أقوى البلاد على وجه الأرض، وما بين صعودٍ وهبوط لا تُنكر الحضارات بعدها أنها نهلت منها العلوم والنظم الإدارية والمالية، وهي كذلك التي أضحت يومًا ما رأس الاضطهاد لمن كان على نفس دينها، ولم يسلم من شرِّها من جاورها شرقًا وغربًا حتى سقطت على يد شاب لم تأخذه على محمل الجد، يتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية منذ نشأتها وحتى سقوطها على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
مؤلف كتاب تاريخ بيزنطية
جان-كلود شينيه Jean-Claude Cheynet: باحث فرنسي وأستاذ في التاريخ البيزنطي في جامعة باريس السوربون منذ عام 1995م، كما عمل مديرًا لمركز الأبحاث فيما يخص تاريخ الحضارة البيزنطية بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا.
من أهم مؤلفاته:
أباطرة القسطنطينية.
السلطة والاحتجاجات في بيزنطية.
الأرستقراطية البيزنطية ووظيفتها العسكرية.