ضعف الإيمان.. لماذا؟
ضعف الإيمان.. لماذا؟
عندما يكتشف الإنسان ضعف إيمانه من خلال العلامات والمؤشرات سالفة الذكر فإن فكره يتجه إلى سبب هذا الضعف عنده، والحق أنه ليس سببًا واحدًا لضعف الإيمان، بل هي أسباب متعددة قسَّمها الكتاب إلى ثمانية أسباب؛ نتحدث هنا عن الأسباب الثلاثة الأولى، وأول سبب لضعف الإيمان هو الابتعاد عن الأجواء الإيمانية والانصراف عنها، وبخاصةٍ كلما طالت المدة كان القلب أقسى وأبعد عن الإيمان، فعلى سبيل المثال: قد يبتعد واحد من الناس عن أهله وأصحابه ومعارفه الثقات الذين كانوا بمثابة قوة ودعم وسند ويستمد منهم عزمًا لمواصلة الطريق وليصلب إيمانه ويقوى، فإن هو فارقهم لسفر أو انشغال طويل في عمل أو غيره كان ذلك بوابة لضعف الإيمان وتفلُّته منه ثم تتحوَّل بعد مدة إلى جفوة ونفور من الإيمان وأهله وهو ما يُعبَّر عنه بالانتكاس.
وأما السبب الثاني لضعف الإيمان فهو انقطاع الصلات بين المرء والقدوات، أي أن الشخص ينقطع عن ملازمة ومعاهدة الذين يتخذهم قدوة صالحة له في حياته، فلا يعود للنهل من علومهم ولا من عظاتهم ولا من حكمتهم ولا من دروسهم وعبرهم، ما يجعل قلبه قاسيًا، وهذا ما خافه الصحابة (رضي الله عنهم) لما علموا بموت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، إذ فهموا أن غياب القدوة الصالحة -وأي قدوة- قد يعرِّض إيمان المرء للخطر، لكنهم كانوا بعضهم لبعض قدوة وكانوا هم في أنفسهم من أهل الصلاح والفلاح، فماذا عنا نحن؟
وفي سياق الحديث عن انقطاع الصلة بين الشخص والقدوة الصالحة فإن هناك انقطاعًا من نوع آخر وهو ثالث الأسباب، ألا وهو: القطيعة بين الإنسان وعلوم الشريعة وأمهات الكتب والآثار والمؤلفات الإيمانية، وعلى رأس كل ذلك طبعًا هجر المرء للقرآن الكريم، وقد يكون الشخص مستغرقًا في ما يُعرف بعلوم الآلة كعلم مصطلح الحديث وعلله وأصول الفقه واللغة، وهي كتب نافعة لكن إن شغلت الإنسان عن علوم الغاية كالقرآن الكريم والتفسير والحديث فإن ذلك يورِّث قسوة القلب نظرًا إلى طبيعة تلك الكتب وصرامتها وخلوها من العظات وما يرقِّق القلوب في أغلب الأحوال.
الفكرة من كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
يشكو كثيرون منَّا داء ضعف الإيمان والشعور بعدم تأثر القلب بالمواعظ والمشاهد التي يفترض أن يرق قلب الإنسان لها كالجنازات والابتلاءات وغير ذلك، وقد يشكو عدم تلذُّذه بالعبادات كما كان من قبل، أو أنه لا يستشعر جلال العبادة وجمالها فيؤديها كأنما كانت شيئًا على كمِّه ثم سقط! يعالج كتاب “ظاهرة ضعف الإيمان” هذه الظاهرة من خلال الحديث عن أعراضها وأسبابها وسُبل العلاج منها.
مؤلف كتاب ظاهرة ضعف الإيمان: الأعراض – الأسباب – العلاج
محمد صالح المنجد: داعية ومؤلف سوري، وُلد عام 1961م وأقام بالمملكة العربية السعودية فدرس بها حتى تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما درس العلوم الإسلامية على يد ثُلَّة من علماء المسلمين وشيوخهم، وشغل كذلك إمامة جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر بالمملكة، وهو مؤسس موقع “الإسلام سؤال وجواب”، وله محاضرات وبرامج مرئية ومسموعة، إضافةً إلى تركته من كتب الدعوة والعلوم الإسلامية، ومنها:
كيف تقرأ كتابًا؟
33 سببًا للخشوع.
كيف عاملهم؟
معاني الأذكار.