ضريبة البيئة الديمقراطية
ضريبة البيئة الديمقراطية
عندما تتحوَّل البيئة من النظام الاستبدادي إلى الديمقراطي، تُصبح مُتوترةً ومُجهدة، وقد يظنُّ البعض أنه من الأفضل إذن البقاء على النظام الاستبدادي، ناسين ما يُواجه أفراد البيئة الاستبدادية من شعور بالخوف، يحلُّ محله في النهاية موقف تمثِّله عبارة “لا يهمني”، فيقلُّ الإجهاد والإنتاجية في وقت واحد.
لكن الإجهاد في البيئة الديمقراطية من النوع الحميد، إلى أن يصبح أفرادها معتادين الانغماس والاشتراك في صنع القرارات، وقد يُطلَب منهم أيضًا اتخاذ أحكام مُستقلَّة، وهنا يظهر الإجهاد في أبهى صوره، ولكن من هذا التوتُّر تنشأ الأفكار الإبداعية، وبيئة العمل الصحية، وللأسف أصبح الإجهاد في المجتمع مُرتبطًا بمفهومَي الأذى والضرر، وحالات النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وغيرها من الأمراض، لكن أثبت الباحثون الطبيون أن الإجهاد يُصبح إيجابيًّا عندما يدرك العقل أنَّ ما يفعله صاحبه مُوجَّهٌ إلى غاية نبيلة.
وُجِدَ البشر في هذه الحياة ومهمَّتهم هي أن يكونوا فاعلين، مؤثرين في الحياة، يواجهون تحدياتها، لا أن يكونوا روبوتات عديمة التفكير، وإذا انعدمت مخاطر الحياة من حولهم، فقدوا سبب بقائهم على قيد الحياة، وتتلاشى نظام المناعة أولًا، ثم العضلات، وأخيرًا سيذهب العقل، لذا عندما يواجه الإنسان تحديات الحياة، تُجهِد جميع أعضاء جسده لتحقيق الهدف المنشود، وللتوتُّر دور مهم في وظائف الجسم الطبيعية، ومن دونه سيُصاب الإنسان بالذهان، والفصام، ويبدو وكأنه يعيش في عالم آخر من السكون المُطلق.
ووجد أن الكثير ممن تخطَّوا مآسي حياتهم الصعبة يشتركون في ست خصال؛ وهي التحكُّم الشخصي في المزعِجات اليومية التي تحدث لهم، والالتزام بالواجبات كالعمل والأولاد، والالتزام بأسلوب حياة صحي، كممارسة الرياضة أسبوعيًّا، وتخلُّل حياتهم المزاح والضحك، وما يصاحبهما من استرخاء، وعيش حياة روحية غنية، وأخيرًا امتلاك دعم اجتماعي قوي من الأصدقاء والعشيرة، سواء كان دعمًا ماديًّا أم عاطفيًّا، لذا من الأفضل السعي إلى الحصول على هذه الخصال، فالعالم لن يُنذر نفسه لجعل الجميع سعداء.
الفكرة من كتاب النجاح جهد جماعي
تحويل مكان العمل من وسط استبدادي إلى وسط تعاوني، لا يمكن تحقيقه بين عشيةٍ وضحاها، بل يكون نتيجةً لجهود كبيرة، تقوم على أساس من العلم والتخطيط، فيحاول الكاتب هنا تشجيع كل البيئات على نبذ التنافس الداخلي، وإحلال العمل الجماعي محلَّه، ويوضِّح العوائق التي يمكن مواجهتها في أثناء تحقيق ذلك، والأساليب التي يمكن بها التغلُّب على هذه العوائق.
مؤلف كتاب النجاح جهد جماعي
تشارلز ب. دايغرت Charles Deigart: حصل على شهادات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه من جامعة أوهايو، وعمل اختصاصيًّا في مجال الإدارة مع فريق التنمية الاقتصادية في قسم التطوير بجامعة أوهايو، وهو حاليًّا عضو في برنامج مدرسة الإدارة والأعمال التابعة لجامعة فرانكلين، ألَّف هذا الكتاب الذي بين أيدينا، واشترك مع ريتشارد جاكوبس في تأليف كتاب “ابتكار ثقافة النجاح”.