ضروريات الذاكرة

في وسط كل الوجوه والأصوات والمعلومات والأخبار التي تتلقاها خلال يومك، كم منها تتذكر آخر اليوم؟ نقابل جميعًا كمًّا هائلًا من البيانات والمدخلات المختلفة، ولكننا لا نتذكر منها سوى القليل المعدود، والسر في الانتباه. كيف؟ يُعد الانتباه هو الجسر بين الواقع والذاكرة، فالأشياء التي تنتبه لها من بين كل ما تتلقاه هي فقط ما تسكن ذاكرتك، ويتطلب الانتباه لشيء من التعامي عما سواه كأنك تنتقيه من بين كل المؤثرات الأخرى، ويُعد الانتباه وما يستدعيه من تنقية خطوةً لا غنى عنها من أجل الاحتفاظ بشيء ما في الذاكرة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وبعد الانتباه، نذكر النوم إذ إنه واحد من ضروريات الذاكرة، وذلك لأن النوم يساعد على تعزيز الذكريات التي أنشأناها في اليقظة، ويقلل من مستويات نشاط الدماغ التي يصل إليها في النهار عن طريق تقليل مادة “الجلوتاميت | glutamate”، إذ يمكن أن تؤدي زيادتها إلى إثارة المخ أكثر من اللازم وهو ما يمثل خطرًا قد ينتج عنه تلف خلايا المخ والموت! كذلك فإن نيل قسط من النوم بعد وقت من التعلم يثبت المعلومات الجديدة في الذاكرة عن طريق تقوية مناطق التشابك العصبي الخاصة بها، ويحدث في أثناء النوم أيضًا تقليم للذاكرة من خلال التخلص من الروابط والمعلومات غير الضرورية، ولهذا فالنوم وسيلة لتقوية وإعادة تنظيم الذاكرة. 

ومثل الانتباه والنوم، يُعد التخلص من وهم التفوق ضرورة للذاكرة الجيدة. لماذا؟ لأن عدم إدراكنا لإخفاقاتنا والتركيز المفرط على الإنجازات يؤدي بنا إلى الثقة العمياء بأحكامنا وقراراتنا، ويترتب على ذلك قلة البحث عن الأدلة والامتناع عن طلب المشورة مما يتسبب في كثرة الخطأ والوقوع في أوهام الذاكرة، وكذلك فإن الاعتقاد بأننا لا نُفهم وأن الآخرين أبعد ما يكون عن الشعور بنا يؤدي إلى النتيجة نفسها، وهي الثقة الزائدة بأنفسنا والتحيز إلى آرائنا وعدم القدرة على رؤية أخطائنا فضلًا عن الاعتراف بها.

يأخذك هذا الكتاب في رحلة استكشافية إلى أعماق ذاكرتك، ستطرق باب بيت الذاكرة وتدخله لترى كيف تتذكر أو تنسى، وتتعرف على ضروريات تحتاج إليها الذاكرة، وتلقي نظرة على ذكريات الطفولة، ولن تنتهي الرحلة حتى تدرك ما تتعرض له الذاكرة من مؤثرات قد تذهب بها بعيدًا إلى ركن الأوهام، فاربط الأحزمة واستعد جيدًا لانطلاق الرحلة وشاهد الذاكرة كما لم ترها من قبل!

جوليا شو : كاتبة وعالمة نفس، حاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس، متخصصة في علوم الذاكرة وعلم النفس الجنائي، وخبيرة في القضايا القانونية.
من مؤلفاتها:

Evil: The Science Behind Humanity’s Dark Side
 
Bi: The Hidden Culture, History, and Science of Bisexuality