ضرورةُ الفلسفةِ لتيسيرِ شؤونِ الحياة
ضرورةُ الفلسفةِ لتيسيرِ شؤونِ الحياة
يقول أرسطو: إن ما يقعُ تحت تصرفِنا لتيسيرِ شؤون الحياة، كالجسدِ وما يخدُمُه، إنما يقعُ تحتَ تصرفِنا كنوع من الأداة، واستخدامُ هذه الأدوات مقرونٌ بالخطر، فهي تؤدي إلى عكس نتيجتها على يد أولئك الذين لا يُحسنون استعمالَها. بهذا الكلام، فإن أرسطو حذا حَذوَ أُستاذِهِ أفلاطون، في اعتبار كونِ التفلسفِ ضروريًّا أيضًا لإدارة شؤون الذات، بشكل صحيح وسليم.
لكن السؤالَ المطروح: هل تتأتى مِيْزةُ التفلسفِ لكل الناس، بالسويّةِ ذاتِها؟
تاريخيًّا، لم يحدث ذلك، فقد بقيِتُ الفلسفة حِكرًا على أناس بعينهم.
إنّ القدرة على الولوجِ إلى لُبِّ المعارفِ، والمجاهدةَ في تحصيلها، تحتاجُ لزمنٍ طويل، وإلى مُكابداتٍ مَعرفيةٍ كبيرةٍ وطويلةِ الأجل، وهذا لا يتأتَّى للغالبيةِ العظمى لبني البشر، نظرًا لعدم اهتمامهم بالأمرِ من أساسه من ناحية، ومن ناحيةٍ ثانية لصعوبتة؛ لانشغالهم بمعيشِهِمُ اليومي عما هو ذهني ومجرد.
الفكرة من كتاب دعوة للفلسفة
يبدأ أرسطو دعوته للفلسفةِ بالإشارةِ إلى أهميتِها، والتساؤلِ عن الفضيلةِ والخير، ويوضحُ أن كليهما لا يمكن أن يتحققَ، إلا عن طريق معرفةٍ مُتقنَةٍ ورصينة للفلسفة. ويتابعُ حُجَجَهُ ليبيّنَ أن السعادةَ البشرية تقومُ على فاعليّةِ العقل.
يؤكد أرسطو أن القيمةَ المعنوية للإنسان، وانزياحاتِهِ ناحيةَ الداخل، أكثرُ أهميةٍ من قيمتِهِ الماديةِ وتوقعاتِهِ الخارجية.
مؤلف كتاب دعوة للفلسفة
أرسطو طاليس، فيلسوفٌ يُوناني، تتلمذ على يدِ أفلاطون، ويعدُّ واحدًا من عظماءِ المفكرين، ومن أهم مُؤسسي الفلسفةِ الغربية. عَمِلَ على تفسيرِ الطبيعة مُعتمدًا على براعَتِهِ في المُلاحظة، والاستنتاج، والمنطق.
يعدُ ثاني فلاسفةِ الغرب قَدْرًا بعد أفلاطون، ويُعتبرُ صاحبَ الفضلِ الأول في دراستِنَا اليوم، للعلومِ الطبيعية، والفيزياءِ الحديثة، وهو مُبتدعُ علمِ الأخلاق، الذي لا يزالُ من المواضيعِ التي لم يكُفْ البشرُ عن مناقشتها حتى اليوم.