ضروب من التيه
ضروب من التيه
لقد ارتبط مصطلح الجندر بالحركات النسوية، ومن ثم فإن فهم أحد المصطلحين يقودنا إلى فهم الآخر. ظهرت النسوية المتطرفة في ستينيات القرن العشرين، وتعرف بأنها حركة فكرية سياسية اجتماعية متعددة الأفكار والتيارات تسعى للتغيير الاجتماعي والثقافي وتغيير بناء العلاقات بين الجنسين وصولًا إلى المساواة المطلقة، وتتبنى صراع الجنسين وعداءهما وتهدف إلى تقديم قراءات جديدة عن الدين واللغة والتاريخ والثقافة وعلاقات الجنسين”.
مرت الحركات النسوية بمراحل كثيرة تأثرت فيها بالتغيرات السياسية والاجتماعية بشكل عام، فظهرت النسوية الليبرالية التي طالبت بحقوق مشروعة للمرأة في الصحة والتعليم والمشاركة السياسية، وظهرت النسوية الشيوعية الحرة في علاقتها الجنسية، والحرة في العمل الذي تقوم به، والمكافئة للرجل في أي أمر كان، كما ظهرت النسوية الوجودية المنطلقة من الشك والتجربة الشخصية الرافضة للوضع البيولوجي المحدد للجنس، والداعية إلى ثورة المرأة على الوضع الذي فرضه عليها المجتمع الذكوري وحدده لها، وهناك النسوية الراديكالية التي دعت إلى المساواة المطلقة وطالبت بالتغيير الجذري في العلاقات الأسرية ونزع السلطة الأبوية.
لقد نشأت الحركات النسوية في جو ساعدها على التطرف والوصول إلى ما وصلت إليه، ابتداء من عصر النهضة إلى يومنا الحالي فتأثرت بالعلمانية والمادية والعقلانية والفردانية والعبثية والصراعية والجنسانية، ولكل منها أثره فيها، فقد تأثرت بالعلمانية من جهة نبذها للدين وجعله وراء ظهرها وتجنيب وجود الإله الخالق المشروع ورفع العقل البشري القاصر فوق كل شيء، وتأثرت بالفردانية من جهة تعظيم الفرد وجعله مركز الكون فوضعت المرأة نفسها مقابل الرجل ورفضت كل مظاهر المسؤولية الأنثوية ووضعتها تحت قدميها لتعلو عليها، وتأثرت بالجنسانية من جهة كونها المتعة العليا والمتعة المقصودة لذاتها فهدمت الأسرة وانطلقت متحررة خاضعة لعلاقات أخرى أكثر وأكثر، وتخلصت من الرجل الزوج لتقع في أحضان رجال آخرين! وبالطبع فقد تأثرت بالصراعية، فهي في صراع دائم مع الرجل في كل شيء وتريد أن تكسب المعركة الخيالية غير المتكافئة التي صنعتها بنفسها.
الفكرة من كتاب الجندر: المنشأ، المدلول، الأثر
يعيش الغرب حالة من الخوف على الرغم من امتلاكه الحضارة المادية والمال والنفوذ، إلا أنه ما من فائدة لكل هذا بغير وجود حقيقي للإنسان الفاعل والمحرك له!
يخاف الغرب من الزيادة السكانية التي تعيشها الدول الإسلامية ودول العالم الثالث، مقابل النقص السكاني الذي يعيشه الغرب نتيجة العزوف عن الزواج والإنجاب والاكتفاء بالعلاقات المفتوحة العابرة وتوافر الإجهاض، لذا فهو يسعى بجهد حثيث إلى حرب باردة؛ حرب على الإنسان الذي سينازعه سلطته قريبًا، فيوجه ضرباته تجاه المرأة، ويصوب قنابله تجاه الأسرة، ويقتلع القوانين والدساتير ليزرع مكانها أشواك قراراته الفاسدة، ومن جهة أخرى يحاول أن يشجع بداخله على التناسل والإنجاب ويدعم الهجرة ويمنح الجنسية، وعلى كل حال يبدو أن الغرب غارق في الوحل لكنه لن يفصح عن ذلك بالطبع!
مؤلف كتاب الجندر: المنشأ، المدلول، الأثر
مثنى أمين الكردستاني: حاصل على بكالوريوس الشريعة والدراسات الإسلامية، وماجستير في العقيدة ومقارنة الأديان، كما أنه باحث دكتوراه في العقيدة والفلسفة أيضًا، عمل باحثًا ومستشارًا لقضايا المرأة في اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، من مؤلفاته:
حقوق المواطن غير المسلم في الدولة الإسلامية.
قضايا القوميات والعلاقات الدولية/ دراسة حالة القضية الكردية (وهي رسالة ماجستير مخطوطة).
كاميليا حلمي محمد: حاصلة على بكالوريوس الهندسة، وهي مدير عام اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل وعضو مجلس إدارة جمعية نساء الإسلام المصرية، شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية الخاصة بالمرأة والطفل والأسرة، كما شاركت في وضع ميثاق الطفل في الإسلام الذي أقره مجمع البحوث الإسلامية، ووضع الرؤى الإسلامية لوثائق الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة والطفل وصياغة الوثائق الإسلامية البديلة.