ضحايا الشقيقة

صنفت منظمة الصحة العالمية الشقيقة على أنها أكثر الأمراض إقعادًا عن العمل، إذ دمرت حياة أكثر من نصف مصابيها.
وثبت أن نسب الشقيقة مرتفعة عند قطاع الأطباء والمدرسين بمعدل 25%، إذ تميل شخصياتهم إلى المثالية والاستحواذية والانخراط الكلي في العمل، كما أن معظمهم يكون مصابًا بما يعرف بـ”الثالوث العصبي”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لا يخفى الأثر الذي تسببه الشقيقة في مريضها سواء كان شخصيًّا، إذ تجعل أكثر من 62% من مصابيها طريحي الفراش في أثناء النوبة، أو اجتماعيًّا بسبب تغيراتهم المزاجية ومن ثم اضطراب علاقاتهم الأسرية والعاطفية، بل وتمتد أيضًا إلى التوتر العملي بسبب نقص الإنتاجية. 

أظهرت احصائيات أوربية وأمريكية أن مريض الشقيقة يتغيب من (5:2 أيام) في السنة، وعند إجرائها في كندا كان المعدل نحو (6:5 أيام)، في حين أن المريض يأتي إلى العمل وهو مصاب بمعدل 44 يومًا في السنة. قد تتطور الشقيقة أيضًا من نوبات عارضة إلى مزمنة، وعادة تستمر أربع ساعات على مدار خمسة عشر يومًا لمدة ثلاثة أشهر، ولذلك لا بد من شرح طبيعة المرض لرؤساء العمل لكي يتفهموا الداعي الطبيعي للتغيب عن العمل ولا يعتبرونه تهرّبًا من المسؤولية.

إذا كنت أحد ضحايا الشقيقة وتحاول الحد منها فإن ملاذك الأول هو أن تعيد ترتيب حياتك، فعلى المستوى النفسي اجتهد أن تتجنب الضغوط ومارس رياضة استرخاء كاليوجا،واحرص أن تتناول وجبات متوازنة وأن تواظب على شرب كفايتك من الماء، وابتعد عن الأماكن القليلة التهوية ذات الروائح النفاذة أو المساحات المعرضة للشمس الحارقة، ولاتنسَ أن تأخذ كفايتك من النوم.

أما إذا داهمتك النوبة فجأة فكل ما عليك فعله لتخفيف حدتها هو أن تستلقي في غرفة هادئة بعيدًا عن أي محرضات، وتتناول أدويتك الموصى بها من قبل الطبيب، ثم حاول النوم. 

قد تكون تلك هي المرة الأولى التي يصادفك فيها لفظ “الشقيقة” على الرغم من أنك قد تكون مررت بإحدى نوباتها مُسبقًا، أو داهمك شيء من أعراضها لفترة، أو حتى قد تكون “الشقيقة” تصاحبك منذ مدة وأنت لا تعرف.

إن راودك شيء من السابق فأنت هنا في المكان الصحيح.
يمثل هذا الكتاب الدرجات المفقودة من سلّم علاج “الشقيقة”، بداية من التعرف الشخصي عليها من خلال المريض نفسه إلى التشخيص الصائب من الطبيب المُعالج، وانتهاءً بتوعية المجتمع الذي يعتبرها عرضًا عارضًا لا مرضًا جديرًا بالرعاية والعلاج، فالجميع يظنها مرضًا نفسيًّا لأنها تظهر عادة بعد الانتكاسات النفسية، ويكون المصاب بها طبيعيًّا في الفترات بين النوبة والأخرى.

سمير أبو حامد: كاتب وطبيب شاب يهتم بالكتابة عن أمراض طبية ومجتمعية، ويستهدف من خلالها التعريف بطبيعة المرض، وتوعية محيط المريض بما يعانيه. 

من أعماله: 
مرض الزهايمر.
البدانة مرض العصر من الألف إلى الياء.
التدخين آفة العصر. 
الجلطة الدماغية.