صياغة البحث النهائية
صياغة البحث النهائية
مرحلة صياغة البحث من أهم المراحل في العملية البحثية لأنها تكشف عن صحة ودقة كل الخطوات السابقة، ومدى التزام الباحث بالمنهجية البحثية الذي يسهل عليه صياغة البحث، فعملية الكتابة إن هي إلا عرض للمعلومات التي جمعها الباحث بطريقة منهجية مرتبة بأسلوب الكاتب الخاص؛ محاولًا الإجابة عن الأسئلة والإشكاليات التي أثارها بحثه، والصياغة عملية مركبة وطويلة أصعبها في بدايتها، وتحتاج إلى مراجعات كثيرة من أجل التنقيح والتدقيق، ويوثِّق الكاتب أثناء الصياغة المصادر التي رجع إليها في هوامش البحث من أجل الأمانة العلمية.
ينبغي الملاحظة أن النص المكتوب هو مرآة لفكر صاحبه وهويته البحثية، ومقياس لجهده المبذول في البحث والكتابة، فيجب أن يحرص الكاتب في كتابته على إبراز شخصيته البحثية المستقلة، وأن يتحرى الدقة إلى أقصى غاية وتحمل مسؤولية ما يكتبه وما ينقله، وأن يحرص على الوضوح في عرض الأفكار، وأن يرتقي في كتابته عن أي سخرية أو استهزاء بفكرة أو رأي؛ فالبحث العلمي ميدان لمناقشة الأفكار العلمية لا الانسياق وراء الميول الشخصية، وقبل كل ذلك لا بد أن يحترم الكاتب عقل قرائه.
خاتمة البحث هي عصارة جهد الباحث، يلخِّص فيها الإجابة عن إشكالية البحث وفرضياته، والنتائج الكلية التي توصَّل إليها، وتوصيات بحثية بالمواضيع التي أثارها بحثه حتى يعمل عليها الباحثون مستقبلًا.
مقدمة البحث يجب أن تكون شيِّقة حتى تشجع القارئ على استكمال البحث، وتتضمن تمهيدًا عامًّا للموضوع، وإشكالية البحث وفرضياته، وجدوى دراسة هذا الموضوع وما سيضيفه الباحث إلى الأبحاث السابقة في نفس الموضوع، كما يوضح فيها المنهج الذي اتبعه في الدراسة وسبب اختياره، ويتوجَّه فيها بالشكر إلى من ساعده على إتمام هذا المشروع البحثي.
الفكرة من كتاب المدخل إلى منهجية البحث وفن الكتابة مع تطبيقات في العلوم الشرعية
البحث العلمي الصحيح هو معيار تقدم الأمم في مختلف المجالات، به تنتظم شؤون الناس وتُحفَظ مصالحهم، شريطة أن يكون البحث العلمي نفسه منضبطًا بأصول وقواعد تحفظه من الزلل والانحراف، تلك الأصول تُعرف باسم “المنهجية العلمية”، ثم تتكامل هذه المنهجية مع مَلَكة الكتابة البحثية التي تشكِّل جسر العبور بين عالم أفكار الباحث والقراء، ومتى ما تكامل للباحث امتلاك منهجية التفكير والكتابة الفعالة صار قادرًا على الإبداع في اختصاصه وإحداث تأثير مشهود.
هذا الكتاب يقدم الأصول التي لا غنى عنها لأي باحث في حقل الدراسات الإنسانية ليضع قدمه على بداية طريق البحث العلمي الرصين.
مؤلف كتاب المدخل إلى منهجية البحث وفن الكتابة مع تطبيقات في العلوم الشرعية
الدكتور عبد الرحمن حللي: كاتب وأستاذ جامعي سوري مقيم في ألمانيا، حاصل على الدكتوراه في علوم القرآن من جامعة الزيتونة 2004، وهو أستاذ مشارك في الدراسات الإسلامية بجامعة حلب – سوريا، وهو باحث زائر في جامعة برلين الحرة، تركز اهتماماته البحثية على الدراسات القرآنية، والتعليم الديني، والفكر الإسلامي المعاصر.