صور من سوء التواصل في حياتنا
صور من سوء التواصل في حياتنا
تنبع أغلب المشكلات في علاقاتنا من سوء التواصل وعدم الإنصات بالشكل الكافي لمن أمامنا، فمجرد عدم الإنصات وحده كافٍ ليشعر محدثك بالإهانة لعدم اهتمامك بما يقوله، كذلك استمرارك في مقاطعته والاعتراض على ما يقوله، فيسارع المتحدث بإنهاء الكلام معك وتركك خاسرًا ما كان يمكن أن تستفيده منه.
فسوء الإنصات يحرمنا التعلم من الآخرين ومعرفتهم والتواصل معهم بشكل أفضل، كما أنه يدل على ضعف القدرة على التحكم في الذات، ولكن إذا حسنّا من قدرتنا على التواصل فسنجد أن معرفتنا بمن حولنا صارت أفضل، وتعاون من حولنا معنا سيزيد، بل وسيسارعون بفعل ما نطلبه منهم، ستقل هفواتنا المحرجة من شرود الذهن وسنجد أن رؤيتنا لأنفسنا صارت أوضح وتأثيرنا في الآخرين صار أقوى.
ولا نقول إنك يجب أن تستمر في الاستماع والاستماع دون أن تشارك في المحادثة، لا تكن “مدمرًا للأذنين” كما يقول الأستراليون بكونك الشخص الذي يستمر في الاستماع دون أن يشارك في الحديث مع من أمامه، فهذه الطريقة تعرقل عملية التواصل مع الطرف الآخر الذي يعرض نفسه ومكنونه في كلماته فلا يجد من الطرف الآخر إلا اللا مبالاة والصمت، وهذان أمران مدمران لأي استمرارية في المحادثة.
وهنا لا بد أن نوضح الفرق بين الاستماع والإنصات، لظن الكثيرين أنهما شيء واحد؛ الإنصات أعمق من الاستماع، فالاستماع يعني أن تمر الكلمات بأذنيك سواء وعيتها أم لم تعِها، ولكن الإنصات يعني أن تستمع للكلمات وتفهم معناها وتدركه، ولهذا ينبغي ألا نلقي بالمسؤولية على عاتق المتحدث ونقول إنه المسؤول عن مللنا من البداية لأن حديثه ممل، والكاتبة لا تنفي وجود المتحدثين المملين، ولكن الحق فقط مع من حاولوا بجد أن يفهموا وينصتوا لهؤلاء المتحدثين ثم حكموا بأنهم مملون أو يصعب فهمهم، فلا بد من البداية أن تلعب أنت دور المنصت جيدًا وتحاول أن تعي ما يريد الآخر قوله.
الفكرة من كتاب كيف تحل الخلافات: منهج فريد لإدراة الخلافات
أغلب أوقاتنا نقضيها في التواصل مع الغير، وأغلب هذا التواصل إنصات لمن هو أمامنا، ولهذا يجب علينا أن نزيد من قدرتنا على الإنصات، لذا يركز هذا الكتاب على الإنصات الفعال باعتباره مهارة رئيسة في كل مجالات الحياة، مع إلقاء نظرة على دور الإنصات في حل الخلافات في حياتنا المهنية والاجتماعية والعائلية.
كما يعرض الكتاب عددًا من الوصايا للزيادة من كفاءتنا في الإنصات لمن أمامنا، وللعوائق التي ستواجهنا خلال رحلة التغيير هذه، وما هي الأفكار التي يجب أن نضعها في اعتبارنا عند مواجهة هذه العوائق.
مؤلف كتاب كيف تحل الخلافات: منهج فريد لإدراة الخلافات
براميلا أهوجا: كاتبة خبيرة في مجال الاستماع وحاصلة على دكتوراه في التربية من جامعة بومباي، ومن أهم مؤلفاتها:
كيف تقرأ بكفاءة وفعالية: دليل موجز لتعزيز القدرة على القراءة.
كيف تنصت بشكل أفضل: منهج عملي لفن الإنصات بفعالية.
جي. سي. أهوجا: مسؤول أبحاث في المعهد المركزي للغات الهندسية (CIIL)، له عديد من الكتابات حول مواضيع التعلم والقراءة.
أميتا أهوجا : من مؤلفاتها: كيف تطور مهارات استماع مربحة.