صورة لما يقوم به القائد
صورة لما يقوم به القائد
إن ما يميز القائد هو أنه يقوم بالشيء الصحيح بالطريقة الصحيحة، فهو يعرف مكانه جيدًا وما هو مطالب به، فيفكر بروح الجماعة لا الفرد، لذا إذا همَّ بمشروع، فلا يسأل عما يناسب رؤساء الشركة، بل يبحث في ما يناسب المشروع، ويسأل نفسه: ما الذي يجب عليّ فعله؟ فيحدد بذلك أولوياته ويتجنب التشتت، ومن ثم يحوِّل ما جمع من معلومات وبيانات إلى عمل، فيضع الخطط التي تناسب مسار العمل وقانونه، ويكون مطابقًا لرسالة الشركة وقيمها وسياستها، مما يحدد النتائج المطلوبة والقيود الموضوعة، فتبين كيفية إمضاء الوقت واستغلاله، ومراعاة اشتمال الخطة على خلق فرص جديدة.
لا يكتفي القائد بوضع الخطط وإنما يهتم بعملية اتخاذ القرارات والتواصل والفرص والاجتماعات، فلا تعد خططه نافذة إلا إذا علم الموظفون بها، فيهتم بالمعلومات التي يحتاج إليها الزملاء والرؤساء، ويحدد المسؤول عن كل قرار، كما يهتم بإبلاغ من سيتأثرون من جرَّاء تطبيق مشروعه، حتى يعرفوا المشروع ويفهموه، أو على الأقل حتى لا يعارضوه، ولذا يعمل القائد على مراجعة القرارات بانتظام، لتوضيح مناطق القوة والضعف لدي الموظفين، ويسعى جاهدًا لإيصال خطط عمله إلى الآخرين ويتأكد من فهمهم لها، حتى يتسنى للآخرين المشاركة في خططه، لأن تلك القرارات لا تتخذ على نطاق القادة والموظفين فحسب، وإنما تتخذ على نطاق الشركة كلها.
وبما أن تلك العمليات لا يقوى على القيام بها فرد واحد، ولذلك يحاول القادة إيجاد قيادات أخرى تستطيع التعامل مع هذه التغييرات، إذ تتطلب مجاراة التغيير في أي شركة مبادرات من أفراد كثيرة، فيحتل الموظفون مراكز قيادية، ولذا وجب تنسيق الأعمال بدقة لضمان التعاون بين تلك القيادات.
كما يسعى القادة إلى التركيز على الفرص لا المشكلة، صحيح أنه لا ينبغي تجاهل المشكلات، لكن علينا معرفة أن حل المشكلات يمنع الضرر، ولا يؤدي إلى نتائج بالضرورة، بينما الفرص تثمر النتائج، فالفرص قد تكون في عديد من الأشياء غير المتوقعة في الشركة، أو تكون في صورة فجوة بين ما هو موجود في السوق وما يمكن إيجاده فيها، وغيرها كثير.
الفكرة من كتاب عن القيادة
إن الاهتمام بمفهوم القيادة ليس وليد العصر الحديث، إذ كان هذا السؤال مطروحًا منذ عصر أفلاطون، لكن مع حلول القرن الثامن عشر، وبزوغ عصر التنوير والعقلانية ظن الناس أن باستطاعتهم التحكم في مصايرهم من خلال العقل، مما ولد عندهم صورًا وردية جميلة عن قدرة الإنسان وما يستطيع فعله، لكن سرعان ما جاء فرويد وفيبر ليزعزعا تلك النظرة إذ رأى فرويد أن للإنسان عقلًا باطنًا مسؤولًا عن أغلب سلوكياته، وأما فيبر فقد أنكر الشكل البيروقراطي الذي يعتمد على النظم الإدارية الصارمة ورأى أنها أكبر قوة مدمرة للمؤسسات، وطرح القيادة الكاريزمية حلًّا لتلك المشكلة.
وبحلول القرن العشرين، زادت الشكوك حول قدرة الإنسان وقوة عقله، فبدأت البحوث الجادة لاكتشاف سبل القيادة فظهرت نظرية السمات التي تعد أولى النظريات في القيادة، ومن ثم نظرية النمط وغيرها من النظريات، لكن لنقف على دور القائد، وما الذي يجب عليه فعله، علينا أن نجيب عن هذه الأسئلة: ما القيادة؟ وما الصفات التي يتحلى بها القائد؟ وهل هناك صورة مثلى للقيادة علينا تمثلها؟ أم إن الأمر متعلق بالظروف التي يكون بها القائد؟
مؤلف كتاب عن القيادة
كلية هارفارد لإدارة الأعمال: واحدة من أفضل كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة، مقرها بوسطن التابعة لولاية ماساتشوستس الأمريكية، تأسست عام 1908م، وتمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في مجال إدارة الأعمال، صدر عنها عديد من المؤلفات في هذا المجال أهمها:
اضبط وقتك.
قيادة الفرق الافتراضية.
عن اتخاذ القرارات الذكية.
عن التواصل.. الفن الضروري للإقناع.
إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية.
معلومات عن المترجم:
داود سليمان القرنة: له عديد من الترجمات، مثل:
تعليم الدماغ القراءة.
عن إدارة الذات.
عن قيادة التغيير.