صورة الإسلام في الغرب
صورة الإسلام في الغرب
تعرضت صورة الشرق في الغرب منذ القرن الثامن عشر للتبسيط المخل بشكل جذري، وهذا ما كان يطلق عليه التفكير الاستشراقي، وهو تفكير يقسم العالم متخلفًا وهو “الشرق” أو “الآخر”، ومتقدمًا وهو “نحن” أو “الغرب”.
كان يُنظر في القرون الوسطى إلى الإسلام على أنه ذلك الدين الشيطاني، الذي يتضمن الردة، وهي نظرة غير واقعية، بل مجرد انعكاسات لما تعرضوا له من قوة المسلمين خلال تلك القرون. وإن كان الإسلام قد أصابه النكوص فترة من الزمن، فإنه قد عاد يزعجهم مرة أخرى في أوائل السبعينيات مع الزيادة في أسعار النفط، فبدأ الخوف والرعب يتصاعد في الغرب.
وحادثة أخرى قلّبت على الغرب مضجعه، ففي عام ١٩٧٨م حدثت الثورة الإيرانية التي أطاحت بالنظام الإمبراطوري القديم التابع للولايات المتحدة، ومع هذه الثورة صعدت إيران الاهتمام الغربي، واستولت صورة آية الله الخُميني على حضور كبير في الأجهزة الإعلامية.
ثم يأتي الحدث المفجع وهو احتلال الطلاب الإيرانيين للسفارة الأمريكية واحتجازهم عددًا كبيرًا من الرهائن، فحدث فوران كبير، وقد عكس هذا الفوران ما كان يسكن الغربي ووعيه الثقافي وموقفه الحقيقي تجاه الإسلام.
ففي كتب مثل “منحنًى في النهر” أو في القصص المرسومة والتليفزيون وفي الكتب المدرسية التاريخية، نرى بوضوح ارتباط اسم الإسلام والمسلمين والعرب بمورِّدي النفط الإرهابيين، هذه الجماهير الغوغائية المتعطشة للدماء، دون وجود أي نظرة إنسانية تتسم بالعطف والود تجاه أي شيء إسلامي.
الفكرة من كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إذا نظرت إلى تغطيات إحدى الصحف الأمريكية أو الأوربية لأي حادثة تخص الشرق أو الإسلام، تجد قوالب جاهزة مكررة، من ذكر الحدود الشرعية أو الجهاد أو الارتباط بين الإسلام والإرهاب. فهل تلك التغطيات صحيحة؟ وما العلاقة التي تربط بين الشرق والغرب؟
يناقش كتابنا المواقف الغربية والأمريكية بالخصوص إزاء الشرق والعالم الإسلامي، والعلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والصور المستعملة لمصطلح الإسلام في الغرب.
مؤلف كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إدوارد سعيد: المفكر الفلسطيني الأمريكي والناقد الشهير، من أهم عشرة مفكرين في القرن العشرين، وقد عرف بصوته الأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا للأدب المقارن في عديد من الجامعات الأمريكية مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر، كرّسها لخدمة وطنه الأول فلسطين، وقد كان دائمًا يؤكد على هُويته العربية رغم انتمائه الأمريكي.
من مؤلفاته:
الاستشراق.
المسألة الفلسطينية.
المثقف والسلطة.
الثقافة الإمبريالية.
معلومات عن المترجم:
محمد عناني: مبدع مصري يتسم بالموسوعية، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، وله أعمال كبيرة في الترجمة حتى استحق بها لقب “شيخ المترجمين”، حصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والماجستير من جامعة لندن، ثم درجة الدكتوراه من جامعة ريدنج، وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة ثم رئيسًا للقسم، ونال عديدًا من الجوائز العربية والمصرية في الآداب والفنون والترجمة، ومن أعماله:
ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي.
الفردوس المفقود.
ريتشارد الثاني.