صنع لحظات البهجة
صنع لحظات البهجة
لنبدأ بصنع اللحظات الفارقة بالاعتماد على عنصر البهجة، ولفعل ذلك يجب إدراك أن البهجة لا تدور حول ملء الحُفر أو حل المشكلات، بل ترتبط بصُنع القمم، فإذا أردت تحويل العملاء إلى مُعجبين ومُستهلكين دائمين، ستكون بحاجة إلى قمم، إذًا كيف يمكنك بناء قمم تعتمد على البهجة؟
عليك بفعل ثلاثة أشياء، أولًا: تعزيز الجاذبية الحسية، أي زيادة الجمال الحسي بحيث تبدو الأشياء أجمل وألطف من شكلها المعتاد، ثانيًا: رفع الرهان وذلك من خلال إضافة عنصر ضغط، كمنافسة أو موعد نهائي مما يثير روح الحماس والتحدي.
ثالث الطرائق وآخرها لصنع لحظات البهجة يتمثل في الخروج عن النص، لكن ما هو النص الذي نخرج عنه؟ المقصود بـ”النص” هنا توقعاتنا التقليدية عن تجربة ما؛ فمثلًا يجري “نص المطعم” على الدخول من الباب، يليه وجود شخص يُحيينا ويُرينا الطريق إلى المائدة، ثم يقدم إلينا قائمة الطعام ونطلب ما نريده، وأخيرًا يجلبه إلينا.
لذا يُطلب منا تحدي هذه التوقعات المألوفة لكيفية سير تجربة ما، ويحتاج هذا إلى التخطيط أو ما يُسمى بـ”مفاجأة استراتيجية”، كما فعل منتجع “رِيتز كَارلتُون | Ritz Carlton” الذي فقد فيه أحد الأطفال دميته، وعندما اتصل والد الطفل وطلب منهم أن يأخذوا صورة للدمية كأنها تسترخي بالمنتجع حتى يطمئن الطفل، أعد أحد الموظفين ألبوم صور كاملًا للدمية وهي تقوم بأنشطة مختلفة، وهذا لم يكن فعلًا عشوائيًّا، بل فعلًا أُعد بعناية للترويج لخدمات المنتجع المميزة.
أهم شيء يجب فعله قبل محاولة الخروج عن النص، هو معرفة النص جيدًا أولًا، ومن ثم ستتمكن من صنع مفاجأة سارة ويجب ألا تجعلها “عادة”، ولفعل ذلك تحتاج إلى القليل من العشوائية؛ فمثلًا لا تُقدم عرض بسكويت مجاني في مقهاك كل يوم جمعة، لأن هذا قد يبدو مفاجئًا في أول أسبوع فقط، لكن بعد ذلك سيُعتاد الأمر، لذا عليك أن تقدم شيئًا مجانيًّا مختلفًا من حين لآخر.
الفكرة من كتاب قوة اللحظات: لماذا تُحدث تجارب محددة أثرًا استثنائيًّا علينا
نمر جميعًا في حياتنا بلحظات فارقة وتجارب ذات مغزًى، وأغلبها يحدث مصادفة، مقابلة شخص سيصبح شريكك بعد ذلك في الحياة أو خسارة مفاجئة تؤثر في حياتك، تبدو هذه اللحظات أنها خارج سيطرتنا، ولكن هل هذا صحيح فعلًا؟
تشكل اللحظات الفارقة حياتنا بالفعل، ولكن ليس علينا انتظار حدوثها، وإنما علينا صُنعها، تخيل التأثيرات الممكنة إن استطاع أحد المعلمين تصميم درس يتذكره الطلاب إلى الأبد! أو إذا عرف أحد المديرين كيفية تحويل لحظة فشل إلى نمو!
هذا ما يهدف إليه كتابنا، دراسة اللحظات الفارقة ومعرفة عناصرها، وإثبات أن بإمكاننا صنع هذه اللحظات بأيدينا لتحقيق التواصل مع الآخرين، وتحقيق النجاح في حياتنا العملية والشخصية من خلال تحسين تجربة العملاء والموظفين على حدٍّ سواء.
مؤلف كتاب قوة اللحظات: لماذا تُحدث تجارب محددة أثرًا استثنائيًّا علينا
شيب هيث : أستاذ إدارة الأعمال بكلية الدراسات العليا بجامعة ستانفورد، يُقدم دورات حول الاستراتيجية والمؤسسات، وساعد ما يزيد على 450 شركة ناشئة على تطوير استراتيجياتها التجارية ورسائلها.
دان هيث: مستشار في مؤسسة ديوك للتعليم المشترك، وهو أحد كبار الباحثين في مركز تقدم ريادة الأعمال الاجتماعية في جامعة ديوك، وباحث سابق في كلية الإدارة بجامعة هارفارد.
من أعمالهما:
أفكار وُجدت لتبقى.
الحسم: كيف تتخذ خياراتٍ أفضل في الحياة الشخصية والمهنية.