صناعة لحظات الفخر
صناعة لحظات الفخر
ثالث نوع من اللحظات الفارقة يعتمد على الفخر، وتُعد أولى الطرائق وأبسطها من أجل صناعة لحظات الفخر للآخرين، هي تقديرهم، إذ كشفت الدراسات أن أهم عامل يُحفز الموظفين هو التقدير الكامل للعمل الذي قاموا به، لذا من المهم للغاية التعبير عن تقديرك لموظفيك بشكلٍ شخصي كأن تقول: “لقد رأيت ما فعلته، وأُقدِّره.”
الطريقة الثانية من أجل صناعة لحظات الفخر تتمثل في صناعة مزيد من اللحظات الفارقة ومضاعفتها، ويحدث ذلك من خلال تغيير طريقة النظر إلى الأهداف، كما فعل “ستِيف كَامْب” الذي استوحى من ألعاب الفيديو فكرة “المستويات” لتساعده على الوصول إلى هدفه وهو تَعلُّم العزف على الكمان، إذ أعد خطة من خمسة مستويات تنتهي بتحقيق هدفه، كل مستوًى منها يمثل علامة بارزة تستحق الاحتفال.
يمكن استخدام استراتيجية كامب أيضًا داخل المؤسسات، فيستطيع العميل مضاعفة العلامات البارزة التي توجد على المسار الذي يؤدي إلى تحقيق هدف كبير، فإذا كان الهدف زيادة رضا العملاء بنسبة 20% يمكن وضع علامات بارزة كتلقي الثناء من عميل شعر برضًا كبير، وقضاء أسبوع دون تلقي شكاوى بعدم الرضا، وغير ذلك.
ثالث طريقة والأخيرة لصناعة لحظات الفخر تتمثل في الشجاعة، وبالطبع لا يمكن صنع لحظات تستوجب الشجاعة، لأنها تحدث على حين غرة، وإنما يمكن التدريب على الشجاعة حتى تصبح مستعدًّا عندما تأتي اللحظة، ويُمكن التدريب من خلال العلاج بالتعرض، وهي تقنية في العلاج السلوكي تتضمن تعريض المريض للشيء الذي يخشاه في بيئة آمنة تجعله يتخلص من خوفه.
تتضمن الشجاعة كذلك معرفة كيفية التصرف في اللحظة الراهنة والتعامل الصحيح مع المواقف المختلفة والمفاجئة، وللتدرب على ذلك يُفضل الاستعانة بطريقة “تأثير التعبئة المُسبقة” التي تعني وضع خطط عقلية لمواقف مختلفة مفادها “لو حدث س، سأفعل ص” حتى تزداد احتمالية قيامك بالفعل ص.
الفكرة من كتاب قوة اللحظات: لماذا تُحدث تجارب محددة أثرًا استثنائيًّا علينا
نمر جميعًا في حياتنا بلحظات فارقة وتجارب ذات مغزًى، وأغلبها يحدث مصادفة، مقابلة شخص سيصبح شريكك بعد ذلك في الحياة أو خسارة مفاجئة تؤثر في حياتك، تبدو هذه اللحظات أنها خارج سيطرتنا، ولكن هل هذا صحيح فعلًا؟
تشكل اللحظات الفارقة حياتنا بالفعل، ولكن ليس علينا انتظار حدوثها، وإنما علينا صُنعها، تخيل التأثيرات الممكنة إن استطاع أحد المعلمين تصميم درس يتذكره الطلاب إلى الأبد! أو إذا عرف أحد المديرين كيفية تحويل لحظة فشل إلى نمو!
هذا ما يهدف إليه كتابنا، دراسة اللحظات الفارقة ومعرفة عناصرها، وإثبات أن بإمكاننا صنع هذه اللحظات بأيدينا لتحقيق التواصل مع الآخرين، وتحقيق النجاح في حياتنا العملية والشخصية من خلال تحسين تجربة العملاء والموظفين على حدٍّ سواء.
مؤلف كتاب قوة اللحظات: لماذا تُحدث تجارب محددة أثرًا استثنائيًّا علينا
شيب هيث : أستاذ إدارة الأعمال بكلية الدراسات العليا بجامعة ستانفورد، يُقدم دورات حول الاستراتيجية والمؤسسات، وساعد ما يزيد على 450 شركة ناشئة على تطوير استراتيجياتها التجارية ورسائلها.
دان هيث: مستشار في مؤسسة ديوك للتعليم المشترك، وهو أحد كبار الباحثين في مركز تقدم ريادة الأعمال الاجتماعية في جامعة ديوك، وباحث سابق في كلية الإدارة بجامعة هارفارد.
من أعمالهما:
أفكار وُجدت لتبقى.
الحسم: كيف تتخذ خياراتٍ أفضل في الحياة الشخصية والمهنية.