صناعة الوعي المعلَّب
صناعة الوعي المعلَّب
يعدُّ الهدف الأساسي لمعظم الحكومات اليوم هو محاولة الوصول إلى حالة من استقرار الوضع المناسب الذي يضمن الاستمرار في تحقيق مصالحهم الخاصة، ولأجل الوصول إلى ذلك يتعيَّن خلق حالة من السلبية العامة عبر وضع حاجز بين العزم والفعل بواسطة الهجمات الإعلامية الممنهجة، لكسر الرغبة في التغيير داخل الأفراد وخلق حالة من الانهزامية النفسية، وتتم عملية التحكم في الوعي تلك من خلال طريقتين إحداهما تجزئة الفكرة الكبيرة إلى دوامة من الأفكار الصغيرة واللعب على وتر التكرار والتوكيد لزرع تلك الأفكار داخل العقل الجمعي للجمهور، أما الطريقة الثانية فهي إعاقة الفَهم عبر سرعة عرض المعلومات التي تمت تجزئتها إلى أشكال صغيرة لا رابط بينها، وتوليد نوع من الزخم الذي لا يُكوِّن معرفة حقيقية في النهاية.
وهناك العديد من الخرافات التي يتم زرعها بحرفية لصناعة وعي معلب للجمهور، منها خرافة الحياد في الإعلام يتعمَّد وهو في سبيل صناعة تزييف الحقائق أن يتغنَّى بدعوى الحيادية في إظهار الأمور على طبيعتها دون التدخُّل في توجيهها، والخرافة الثانية هي ثبات الطبيعة البشرية، ويعمدون بذلك إلى صد النزعة العدوانية والرغبة في التغيير داخل النفس البشرية لتكريس الانهزامية النفسية، ويضاف إلى ذلك خرافة غياب الصراع الطبقي لمنع الانقسام المجتمعي حول الحكومات وتهديد السلم الاجتماعي، ولا ننسى بالطبع أسطورة التعددية الإعلامية التي تُوحي للمتلقي بحريته في الاختيار وهو لا يدري أن اختياراته تم اختيارها من قبلُ ضمن عملية تضليل ممنهجة.
الفكرة من كتاب المتلاعبون بالعقول
التلاعب بالعقول وصناعة الوعي المضلل، ذاك الذي يخدِّر الضحية قبل ذبحها، بل ويجعلها تستمتع بهذا العذاب، من هنا يتحدث هذا الكتاب عن حقيقة الحرية الإعلامية في بلاد العالم المختلفة خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، ويبرز حقيقة وقوع أجهزة الإعلام تحت سيطرة الشركات الاقتصادية الكبرى، وأن هذه الشركات توظِّف أجهزتها الإعلامية لتوجيه عقول مشاهديها لتحقيق مصالحها الخاصة حتى لو تضاربت مع مصالح الجماهير الشخصية.
مؤلف كتاب المتلاعبون بالعقول
هربرت شيللر Herbert Schiller: عالم اجتماع ومؤلف وناقد وباحث، (ولد في الـ5 من نوفمبر عام 1919، وتوفي في الـ29 من يناير 2000)، حصل على الدكتوراه من جامعة نيويورك عام 1960، وكان أستاذ مادة “وسائل الاتصال” بجامعة كاليفورنيا، بسان دييجو، وعمل قبل ذلك أستاذًا بمعهد برات ببروكلين، بنيويورك، وجامعتي إلينوي وأمستردام.
أصدر الكثير من الكتب التي كان لها أثر كبير في تغيير الكثير من العقول، منها:
ما بعد السيادة الوطنية.
العيش في البلد رقم واحد.
المعلومات واقتصاديات الأزمة.
الاتصال العام والإمبراطورية الأمريكية.