صناعة المجتمع القارئ مسؤولية من؟
صناعة المجتمع القارئ مسؤولية مَن؟
لصناعة المجتمع القارئ لسنا بحاجة إلى جهود المؤسسات الثقافية أو القراء وحدهم وتوفير الحصول على الكتب بأسعار مناسبة، صحيح أن هؤلاء يصنعون تأثيرًا لكن تأثيرهم محدود لا يلاحظه الجميع، أما التأثير القوي القادر على التغيير وصنع ذلك المجتمع فلا يتم إلا بتعاون خمس جهات إذا تضافرت معًا تنشط عادة القراءة في كل مجتمع، وهي: الدولة والأسرة والمدرسة والمجتمع والإعلام.
أما الدولة فهي تؤدي الدور الأكبر بما تمتلك من إمكانيات هائلة من خلال إقامة المكتبات العامة ومشاريع القراءة، والمساهمة في دعم الطبعات الشعبية للكتاب بأسعار تناسب الجميع، كذلك دعمها للبحوث والدراسات، وقيامها بتزويد المؤسسات والدوائر الحكومية بمختلف الإصدارات الثقافية لأن المراجعين لهذه الدوائر يقضون أوقاتًا طويلة في انتظار دورهم، كذلك دعم وتشجيع الدولة لإقامة معارض الكتب على المستوى الدولي والمحلي.
وأما دور الإعلام في ذلك فيمكنه الترويج للقراءة سواء الإعلام المكتوب أو المسموع أو المرئي، فلكلٍّ قدرة كبيرة على التأثير في سلوكيات المستمع والمشاهد وذلك بتقديم حلقات تشجع على القراءة من خلال عرض كتاب أو عقد لقاءات مع المؤلفين، ففي بعض الأحيان تتساءل بعض البرامج عم نقرأ ولماذا؟ فيجيب البعض بأنه قرأ عرضًا لكتاب في إحدى المجلات أو رأى إعلانًا له في صحيفة فجذبه موضوع الكتاب، وهكذا نحن بحاجة إلى أمثال هذه البرامج للتشجيع على عادة القراءة بدلًا من التركيز على الترفيه والرياضة، فما يضير الإعلام لو قام أسبوعيًّا بالتعريف والحديث عن الإصدارات الثقافية كعرضه للأفلام.
الفكرة من كتاب العلاج بالقراءة: كيف نصنع مجتمعًا قارئًا
لا يمكن أن تقام حضارة عظيمة دون العلم والمعرفة، والكتاب ما هو إلا الوعاء الذي يحتوي هذه المعرفة، ومن أجل خلق مجتمع حضاري متقدم تكون القراءة إحدى صوره الحضارية، ويأتي هذا الكتاب متناولًا بأفكاره التطبيقية الترويج لعادة القراءة على المستوى المجتمعي وليس الفردي فقط، والمستوى العام قبل الخاص، ينطلق لمعالجة ظاهرة ضعف الإقبال على الكتاب ويناقشها ويفنِّد أسبابها ويعالجها، بدايةً من دور الأسرة والمدرسة حتى مسؤولية الدولة في ذلك عبر طرح بعض الحلول التطبيقية لصناعة مجتمع يقرأ، ويمد يد العون والمساعدة لمن يريد أن يجعل من القراءة عادة ترتقي بها حياته وفكره.
مؤلف كتاب العلاج بالقراءة: كيف نصنع مجتمعًا قارئًا
حسن عبد العلي آل حمادة: كاتب سعودي من مواليد 1973، حصل على شهادة البكالوريوس في المكتبات والمعلومات من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، شغل منصب رئيس مجلة “القرآن نور”، وعضو هيئة تحرير مجلة “الكلمة”، له العديد من الكتب والمقالات والحوارات والدراسات في صحف مختلفة، كما حاز جائزة القطيف للإنجاز في فرع الفكر والثقافة، وله حلقات عدة في برنامج “وما يسطرون”.
ومن مؤلفاته: “يسألونك عن الكتاب” و”مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة”، و”أمة اقرأ لا تقرأ”.