صناعة التغيير

يقول النبي محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام): “ليسَ الغِنَى عن كثرةِ العَرَضِ ولكنَّ الغِنَى غِنَى النَّفس”، فالحياة التي تركِّز على اكتساب الأموال والتملُّك واكتساب الشهرة، هي حياة فاقدة للمعنى والقيمة، ولا يشعر صاحبها بالسعادة والرضا، فالقيم المادية والثقافة الاستهلاكية إنما هي استراتيجيات ضعيفة للمواجهة، حيث إنها تسبِّب سعادة لحظية تزول باستهلاك الأشياء أو اعتيادها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وتلك ليست دعوة للزهد في الحياة، وتحبيب الفقر إلى الناس، فالفقراء الذين يشتغلون في عملين مختلفين لتوفير ضرورات الحياة، وحاجاتهم الجوهرية التي يسعى الإنسان لإشباعها بالفطرة كالطعام والمسكن والملبس ليسوا ماديين في ذواتهم، بل دفعهم المجتمع المادي إلى ذلك لمسايرة القيم المادية وأسلوب الحياة الاستهلاكي، فالمجتمع يشجِّع القيم المادية وثقافة الاستهلاك في نفوس مواطنيه، ونحن نتبنَّاها بوعي ودون وعي، ولذلك حين نتطلَّع أن يُقدِّم المجتمع الحلول، فإنه يُقدِّم حلًّا وحيدًا، وهو “كونوا ماديين أكثر”!

فإذا أردنا أن نحصل على السعادة المرجوَّة والرضا الدائم، علينا أن نكون في حالة توازن بين القيم الجوهرية والقيم المادية، فكما أن القيم المادية والثقافة الاستهلاكية لا تسبِّب الشعور بالرضا والسعادة، فكذلك عدم السعادة يسبِّب المادية والثقافة الاستهلاكية، حيث يتوهَّم الإنسان أن السعادة تكمُن في المزيد من المال والتملُّك والشهرة، فعلينا أن نُدرك أن الإغراق في المادية وأسلوب الاستهلاك ليس معناه بلوغ السعادة.

رغم وفرة الطعام والشراب والمسكن والملبس في عالمنا المُعاصر، والتي تكفي حاجات كل إنسان على وجه الكرة الأرضية؛ فإننا نجد تفاوتًا كبيرًا بين البشر، وتقسيم العالم إلى قسمين: “عالم أول” ينعم بالثروة والرفاهية؛ و”عالم ثالث” ينتشر فيه الفقر والحرمان والصراعات، وهذا راجع إلى انتشار الفلسفة المادية، وثقافة الاستهلاك، حيث يتم الحكم على الإنسان من خلال ما يكسبه من أموال، وما يمتلكه من ملابس وسيارات وما يقدر على شرائه -عمومًا- من أشياء، وكذلك ما يجده من شُهرة بين الناس.

في هذا الكتاب يحاول تيم كاسِر بيان تأثير ثقافتنا المعاصرة للاستهلاك والمادية في سعادتنا اليومية وصحتنا النفسية.

تيم كاسِر Tim Kasser هو أستاذ علم نفس أمريكي، حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة روتشستر، معروف بنقده للمادية وثقافة الاستهلاك، له أكثر من 120 مقالًا علميًّا؛ ومؤلف عدد من الكتب، أهمها: علم النفس وثقافة المستهلك، والثمن الباهظ للمادية.