صماء تسمع بيديها!
صماء تسمع بيديها!
كل طفل طبيعي قادر على تعلم اللغة بلا صعوبات، فهو يسمع الآخرين يتحدثون، ومن ثم يقلدهم، ولكن الطفل الأصم يتعلَّم اللغة بطريقة بطيئة النتائج ومرهقة، فلم تكن مهمة تعليم هيلين سهلة على المعلمة في البداية حتى اهتدت إلى فكرة بسيطة بسببها أصبح مفتاح التعلم والتعرف على اللغة، بل والتعرف على الحياة يكمن في يد هيلين، حيث أعطتها دمية تلعب بها ومن ثم أمسكت يدها وتهجَّت لها عليها كلمة دمية بطريقة أبجدية الأصابع، لم تفهم هيلين في البداية ما تحاول فعله المعلمة، ولكن أثارها هذا اللعب الذي تلعبه لها على يدها وعلى الفور قلَّدته، وصارت تعطيها المعلمة أشياء مختلفة ثم تتهجى له الحروف على أصابعها، فكأن هيلين تسمع بيدها، وبدأت في التعرف على العالم حولها من خلال يديها وهنا اتسعت معرفتها بالأشياء، ومنذ هذه اللحظة تفجَّر شغف هيلين نحو المعرفة وأصبحت تسأل عن اسم كل شيء تلمسه، فكانت معلمتها تتحدث إليها كأنها تتحدث إلى طفل قادر على أن يسمعها، مع فارق أنها كانت تتهجَّى حديثها على يديها بدلًا من أن تنطقه، وهنا وجدت هيلين نفسها أمام نافذة مفتوحة تطل منها على العالم حولها بعد أن كان مملًّا يملؤه السكون.
الفكرة من كتاب قصة حياتي العجيبة
“قصة حياتي العجيبة” اسم على مسمى، تتناول سيرة حياة واحدة من أبرز الشخصيات والرموز الإنسانية في القرن التاسع عشر، لُقِّبَت بالمعجزة الإنسانية نظرًا إلى الظروف التي تغلَّبت عليها.. سيرة قلَّ أن نجد لها نظيرًا في زمنها أو زمننا، شخصية سيظل التاريخ يذكرها باعتبارها أول أديبة كفيفة حصلت على الليسانس، وأول شخص أصم وأبكم يتلقَّى تعليمًا كاملًا حتى المرحلة الجامعية.
كيف لفتاة حُرِمَت من نعمة السمع والبصر أن تصبح محط أنظار العالم، وتتابع الصحف العالمية والعربية أخبار تعليمها بشغف؟ هذا ما تحكيه هيلين في قصتها العجيبة التي ألهمت الكثيرين، وما زالت.
مؤلف كتاب قصة حياتي العجيبة
هيلين كيلر (١٨٨٠- ١٩٦٨) أديبة وكاتبة ومحاضرة أمريكية، وناشطة اجتماعية بارزة من المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، مُنِحَت وسام الحرية الرئاسي، قال عنها مارك توين: “إن أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر”، لها أكثر من ثمانية عشر كتابًا، تُرجِمت مؤلفاتها إلى عدة لغات، ومن أشهر مؤلفاتها:
“The world l live in”
“My Religion”
“The open door”
” Light in my darkness”
معلومات عن المترجم:
محمد وهدان غريب: قاص ومترجم مصري حاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية، ومن ترجماته: “موجز تاريخ العلم والحضارة في الصين”، و”صور أفريقية”.